الجمعة، 13 فبراير 2015

الاضداد في كلام العرب

الاضداد في كلام العرب










المقــــدمة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين . وبعدُ ، حين نكون طلبةً في الدراسات العليا / الدكتوراه  وفي سنتها التحضيرية يتحتم علينا أن نقدّم بحثا في  المادة التي نتعرّض لدراستها ومادةُ دراستنا هي ( المصادر اللغوية ) وهذه المادةُ تقتضي تتبع المؤلفات  التي اختصت بالظاهرة وصولا الى المؤلَّف الناضج . وكان نصيبي من البحوث في هذه المادة  هو ( ظاهرة الاضداد )  و لم يكن الحديثُ عنها حديثاً بكراً فقد أدلى فيه الكثير من علماء العربية دلوهم في الوقوف على هذه الظاهرة وشغلتهم كثرة كلماتها في اللغة فذهبوا الى  تلمسها في كلام العرب شعرا ونثرا ثم في القران الكريم لما لهذه المفردات من أهمية في توجيه المعنى المراد من الاية الكريمة أو الوقوف عند الحكم الشرعي فذهب الكثير من العلماء الى إحصاء هذه المفردات ومناقشتها وتلمس معانيها الاصلية وفق ما ورد في كلام من يوثق بفصاحته   فقمتُ بتتبع المولفات التي درست هذه الظاهرة  من أول مؤلّف الى الكتاب الناضج الذي وصل الينا وقد افدتُ من أجل بلوغ الهدف الننشود من الكتب سبقت أن كتبت في هذا الموضوع . وقد ابتدأت البحثَ بموقوف العلماء من وجود الاضداد في لغة العرب ووصولا الى عرض المؤلفات الى أن ختمتُ البحثَ بنماذج من ألفاظ الاضداد .
والضدُّ لغةً :
 ، فالضد إذن هو ضربٌ من التغاير بالنقيض أو الخلاف . ولذلك خُلِط بين الاختلاف والضد .
    إلا أن أبا الطيب اللغوي () فرّق بينهما ، وهم يطلقون على كل لفظين متغايرين صفة الضد ، فذكر الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175هـ) أن ((الشهيق ضدُّ الزفير)) ()، وأن ((القرب ضدّ البُعد)) () ، فوصف الخلاف هنا بصفة الضد . وهذا ضرب من الخلط .
    
    وهناك مَنْ أنكر ظاهرة التضاد من العلماء، وحجة بعضهم في ذلك أنهم يدافعون عن العربية، وهم مقرّون بوجود ظاهرة التضاد، إلا أن إنكارهم لهذه الظاهرة ظنّاً منهم أنها حمايةً للغة العربية فيه ما فيه من الوهم والبعد ، ظناً منهم أن التضاد يجعل العربية مبهمة، وغامضة وذلك لدلالة اللفظ الواحد على معنيين متضادين ، فحاولوا أن يبعدوا هذه الظاهرة عنها، بإنكارهم لها وإبطالها ، كما فعل ابن درستويه الذي ألف كتاباً في إبطال الاضداد() . إلا أن الدكتور كاصد الزيدي ردّ هذا الإنكار للتضاد، واستغربه ؛ وبرهن على وجوده في واقع اللغة ؛ لأن للتضاد مكانة لإيصال المعنى أكثر ،إذ قال () : (( والحق أن هذا الإنكار لغريب، إذ إن الضدية نوع من العلاقة بين المعاني، بل ربما تكون أقرب إلى الذهن من أية علاقة أخرى)) .

 
.
الأضداد :لغة :
قال الخليل (ت  175هـ): (( كلُّ شيء ضادّ شيئاً ليغلبه، والسّواد ضدُّ البياض والموت ضدُّ الحياة .. والليل ضدُّ النهار، إذا جاء هذا ذهب ذاكَ ، ويجمع على الاضداد))(). وقد بيّن أبو الطيب في كتابه (الأضداد) وقوع الناس في الخلط فيه ، فقال: (( ضد كلِّ شيء ما نافاه ، نحو البياض والسواد، والسخاء والبخل، والشجاعة والجبن، وليس كل ما خالف الشيء ضداً له، ألا ترى أن القوة والجهل مختلفان وليسا ضدّين ، وإنما ضد القوة الضعف ، وضدّ الجهل العلم . فالاختلاف أعم من التضاد، إذ كان كل متضادين مختلفين، وليس كل مختلفين ضدّين)) (.
أما الراغب فذكر أنه ((الضدان الشيئان اللذان تحت جنس واحدٍ، وينافي كل واحد منهما الآخر في أوصافه الخاصة ، وبينهما أبعدُ البُعد … كالشرّ والخيّر، وما لم يكونا تحت جنس واحدٍ لا يقال لهما ضدان، كالحلاوة والحركة … والضدُّ هو أحد المتقابلات فإن المتقابلين هما الشيئان المختلفان اللذان كل واحد قُبالة الآخر، ولا يجتمعان في شيء واحد في وقت واحد)) (). فكان هذا البيان أكثر دقة وتحديداً لمفهوم الاضداد .
الأضداد اصطلاحاً:    
عُرفت الاضداد تعريفاتٍ عدة الا أنَّ هذه التعريفات في مجملها تدلُّ على مفهوم واحدٍ ،هو : مجموعةٌ من الالفاظ التي تقع على الشيء الواحد وضده في المعنى ،وقد استعمل العرب هذه الالفاظ في لغتهم وأطلقوا على الشيئين المتضادين اسما واحدا؛ ليتسعوا في كلامهم  ويتظرّفوا فيه ،وبتعبير آخر هو انصرافُ اللفظة الواحدة الى معنيين متضادين.
من خلال هذا التعريف  يتبين لنا أنَّ التضاد نوعٌ من أنواع المشترك اللفظي وليس العكس ،أي : إنَّ كل تضاد هو مشترك لفظي وليس كل مشترك لفظي هو تضاد  وهذا ما ذهب إليه أكثرُ العلماء  القدامى والمحدثين  

موقفُ العلماءِ من وجود الأضداد
#####
لم يقف الدارسون من الاضداد موقفا واحدا فمنذ أن وجد الحديث عنها  وظهرت أوائل المصنفات التي تحاول جمع مادتها وُجد الى جانب ذلك اختلافٌ في وجودها وتفسيرها فانقسم العلماء الى مؤيد يدافع عن وجود الاضداد ويفسرها والى منكر لهذا الوجود يعيبُ على العربية هذا الاسلوب عادّا إياه من أنواع عدم دقّة الدلالة محاولين تأويل ما ورد من الفاظ الاضداد في كلام العرب . ومن أشهر العلماء القدامى الذين دافعوا عن وجود الاضداد ابنُ الانباري  (ت 271 هـ ) حيث قال: (  ويظن أهل البدع والزيغ والازراء بالعرب أن ذلك كان منهم لنقصان حكمتهم وقلة بلاغتهم وكثرة الالتباس في محاوراتهم فأجيبو عن هذا الذي ظنوه وسألوا عنه بضروب من الاجوبة : أحدهن  إن كلام العرب يصحح بعضه بعضاً، ويرتبط أولهُ بآخره ولا يُعرفُ معنى الخطاب منه إلا باستيفائهِ واستكمالِ جميعِ حروفه، فجازَ وقوعُ اللفظة على المعنيين المتضادين لأنها يتقدمها ويأتي بعدها ما يدل على خصوصية أحد المعنيين دون الآخر ، ولا يراد بها في حال التكلم والأخبار إلا معنى واحدفمن ذلك قول الشاعر :
كلُّ شيء ما خلا الموت جلَلْ       والفتى يسعى ويلهيه الامل  
فدلَّ ما تقدم  قبل ( جلل ) وتأخر بعده على أن معناه :كل شيء ما خلا الموت يسير ولايتوهم ذو عقلٍ وتمييز أنَّ (جلل) هاهنا معناها عظيم . ولم يكن ابنُ فارس الوحيد الذي دافع بقوة وحجج كثيرة عن وجود الاضداد في العربية بل تبعه الكثير من العلماء السابقين لعصره أو من المتأخرين عليه وقد أصّل ابنُ فارس الاضداد بانها من ظواهر كلام العرب الاوائل وهذا ما هو يتضح جليا من قوله :( إن الذين رووا أنَّ العرب تسمي السيف مهندا والفرس طرفا هم الذين رووا أنَّ العرب تسمي المتضادين باسم واحد) من هذا النص نتبن ان الاضداد هي نوع من انواع المشترك اللفظي فهما يدوران حول نقطة واحدة هي ضيق اللفظ وسعة في المعنى.أما الذين استشهد ابن فارس بهم فهم سيبويه وتلميذه قطرب وأبو حاتم السجستاني فهؤلاء من كان يرى أن العرب تسمي الشيء باسماء عدة
وقد ذكر السيوطي (ت911هـ) أنَّ الأضداد  تقع ضمن المشترك اللفظي وهذا يتضح جلياً من قوله :( المشتركُ يقعُ على شيئين ضدّين ، وعلى مختلفين غير ضدّين  فما يقعُ على الضدين كالجون ، وجلل ، وما يقع على مختلفين غير ضدين كالعين ) .
أما المنكرون للأضداد فيقف في مقدّمتهم ابنُ درستويه وذلك في كتابه إبطال الاضداد الذي لم يصل الينا سوى بعض النصوص التي نقلها عنه السيوطي في كتابه المزهر ومن تلك النصوص قوله :( فلو جاز وضع لفظ واحدٍ للدلالة على معنيين مختلفين ، أو أحدهما ضدُّ للاخر لما كان إبانة بل تعميةٌ وتغطيةٌ) . وزعم الجواليقي (ت 539 هـ) أن المحققين  من علماء العربية ينكرون الأضداد ويدفعونها وان ابا العباس بن احمد بن ثعلب 219هـ قال :(  ليس في الكلام ضد لانه  لو كان فيه ضد لكان الكلام محالا)  .
وقد اقتفى الامدي هذا الاثر مبطلا باستدلالات اللغوية وجود هذه الظاهرة أما المحدثون فلهم  جهدٌ كبير في هذا الموضوع ومن بينهم  الدكتور إبراهيم أنيس حيث استبعد طائفة من الكلمات التي عُدت من الاضداد في العربية حيث طغى عليها طابع التكلف في اختيارها وفي رأيه لم يبقَ منها بالمعنى الدقيق إلا نحو عشرين كلمة من عامة اللغة، حيث قال (المقدار الضئيل من كلمات اللغة لا يستحق عناية أكثر من هذا لا سيما وأن مصير كلمات التضاد إلى الأنقراض من اللغة وذلك بأن تشتهر بمعنى واحد من المعنيين مع مرور الزمن).

وكان د. إبراهيم السامرائي أقل حذفا من سابقه حيث استبعد ما يقرب من مئه وخمسين مادة احتوت عليها كتب الأضداد وهذه المادة لا يكون فيها أي نوع من أنواع الضدية إلا بتكلف وتعسف وقال : (فكرة التضاد تكون نتيجة في الاستعمال ونتيجة الجديد في الدلالة) ().  

أسباب نشوء الاضداد:

1/الوضع الاول للغة : ان اصل الاضداد جرى بالوضع الاول للدلالة على معنيين متضادين وهذا أضعف الاراء التي قيلت في نشأة الاضداد إذ لم يرضَ به أغلب اللغويين ؛ لأنه لا يتفق  وقوانين تطور الدلالة .
2/اختلاف اللهجات والاقتراض اللغوي  من العوامل الاساسية التي تؤدي الى نشوء الاضداد ، الا أن هذا الرأي قد تم رفضه من قبل الكثير من المهتمين في الأضداد محتجين بعدم جواز  الحكم على الالفاظ بالضدية الا إذا كانت من لغة أو لهجة واحدة وبهذا يقول ابن دريد :( الشِّعبُ : الافتراق ، والشِّعبُ : الاجتماع ، وليس من الأضداد ؛ وانما هي لغةُ لقوم . والى مثل هذا ذهب السيوطي مشترطا وقوع الاضداد في اللغة الواحدة حيث قال :( إن شرط الاضداد أن يكون استعمال اللفظ في المعنيين في لغة واحدة ). أما ما يخصُّ  تباين  اللهجات العربية فاختلافها ادى الى اختلاف المعاني و فيما بعد اصبحت تللك الالفاظ  اضدادا  وبهذا يقول الدكتور إبراهيم أنيس :[ الكلمة يتختصُّ معناها في لهجة من اللهجات بشكل خاص يُضادُّ فيه المعنى الذي اتخذته الكلمة في لهجة أُخرى ).   ومن ذلك كلمة وثبَ التي تعني في العربية الشمالية (طَفَرَ) أي: قَفَزَ، على حين تعني في لهجة حمير : (جَلَسَ) وهذا ما سماه العلماء ب (الاضداد) . أما الاقتراض اللغوي فمنه:  (بسْل) التي اخذت من العبرية والارامية  وتدل في هاتين اللغتين على العمل غير الجائز أما في العربية فقد دلّت على الحلال  .
3/التطور  الصوتي والصرفي فضلا عن سبل التطور الدلالي ، ومن ذلك ان اتحاد كلمتين في صيغة من الصيغ يثير دلالة الضدية ، ومثال ذلك ضاعَ : اختفى وظهرَ، وضاع في الاصل جاءت من أصلين هما :ضيعَ: اختفى ، وضوعَ : ظهرَ ، وكلاهما انقلبت فيه الياء والواو ألفا فأصبح : ضاعَ فحدث اتفاق الصيغة على الرغم  من اختلاف الاصل والمعنى . ومن ذلك ما يتعلق بالقلب المكاني كقولهم (تلحلحَ ): بمعنى: اقام ، وذهب، فان المعنى الثاني  كان في الاصل لكلمة اخرى هي (تحلحلَ ) ثم حدث قلبٌ مكاني فقدمت اللام واخرت الحاء   . يضاف الى ذلك وجود صيغ صرفية متعددة تستعمل للدلالة على الفاعل والمفعول نحو صيغة ( فعيل )التي ترد بمعنى فاعل ، كسميع وعليم كما تأتي بمعنى مفعول كجريح وطريد ، وقد ورد هذا النحو من الأضداد كلفظ ( الغريم )حيث اُستعمل للدائن والمدين ، ومثلها أيضا صيغة (تفعّل) كقولهم :تأثّم ،إذا أتى الاثم وإذا اجتنبه ، وتحنث إذا أتى الحنث وإذا تركه .
4/المجاز والتأدب ومنه اطلاق كلمة (المولى )على السيد  والعبد وهي في وضعها للسيد. وهذا ما درسه المحدثون تحت عنوان [ التابو ]  ) ويضم التلطف في التعبير تجنبا لذكر كل ما هو ملعون أو مقدس او مخيف ، كما يضم حسن التعبير عن امور محرجة او مخجلة ففي هذه المواضع يُعمدُ الى استعمال الفاظ تحمل المعنى المضاد لما هو مطلوب ، ومن ذلك اطلاق كلمة ( بلهاء ) على المرأة الكاملة العقل ، مع أنَّ البله نقصان العقل ، وقد يدخل ضمن هذه المعاني التهكم كما ورد في قوله تعالى  :{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } ال عمران21   .ونحن نلاحظ قوله عز وجل (بشرْ) والتبشير مختصٌّ بالخير ولكنه ورد في سياق الشر على سبيل الاستعارة التهكمية
انواع الاضداد :
لم تكن الاسماء وحدها هي التي تقع ضمن مفهوم الاضداد بل تعدى هذا المفهوم ليشمل أنواعا أخرى من كلام العرب يمكن لنا أن ندرج ذلك ضمن النقاط الاتية :
أضداد في الاعلام مثل : أيوب ،اسحق ، يعقوب . يكون أعجميا مجهول الاشتقاق ، ويكون عربيا مُجرى في حال التعريف والتنكير .
أضداد في الاسماء مثل :(الحزور) لليافع القوي ،والشيخ الضعيف .
الأضداد في المصادر (البين )للفراق والوصال .
أضداد في المشتقات : اسم الفاعل ، اسم المفعول ، الصفة المشبهة ، اسم التفضيل ، المبالغة ،وغيرها :( المسجور ) للمملوء والفارغ.الاعور للاعور والصحيح .
أضداد في الظروف مثل: (فوق) للاعظم والاحقر ،(دون) للاكثر والاقل ،(وراء) للامام والخلف .
أضداد في الضمائر . (نحن) للجمع والمفرد .
أضداد في الافعال مثل:(تأثم) إذا أتى الاثم وإذا اجتنبه .(ظن) : للشك ،واليقين .
أضداد في الحروف والادوات مثل :(لا) للجحد والاثبات ،و(إن )للنفي والشرط .
أضداد في المتعلقات مثل : (راغ على) و (راغ عن) . إذا أقبل وإذا أدبر ، (رغب في ) و(رغب عن) ،إذا أراد وإذا ترك .
أضداد في التعابير والتراكيب : نسوا الله فنساهم ، وهمت به وهم بها .

    
        الكتب التي أُلّفت في الاضداد
منذ أن عُرفت الاضداد  قام العلماء بالبحث فيها والتأليف عنها مفسرين لمعانيها وجامعين رواياتها من كلام العرب شعرا ونثرا حتى حظيت مؤلفاتها من العناية في النشر والتحقيق  الشيء الكثير ،ولم تقتصر هذه العناية على العلماء العرب بل تعدّتهم  الى المستشرقين ومن بينهم الدكتور أوغست هفنر فقد نشر كتب الاضداد للاصمعي ، والسجستاني ،وابن السكيت ، والصغاني سنة 1931. كما نشر الاستاذ هانس كوفلر كتاب أبي علي محمد بن المستنير المعروف بـ (قطرب ) في مجلة إسلاميكا سنة 1931. وسأعرض كتب الاضداد إبتداء من أول مؤلَّف فيها وانتهاءً بالعصور المتقدمة وأذكرها وفق سني وفات مؤلفيها.

أبو علي محمد بن المستنير (ت 206 )
يحيى بن زياد الفراء 207 ، وقد ذكر في أضداد ابن الدهان ( ولم يصل الينا هذا الكتاب .
ابو عبيدة معمر بن المثنى ت 210هـ ( لم يصل ).
عبد الملك بن قريب الاصمعي ت 216  ( نشره محققا المستشرق الدكتور اوغست هنفر ضمن ثلاثة كتب في الاضداد ، المطبعة الكاثوليكية بيروت عام 1913م .
ابو عبيدالقاسم بن سلام ت 224هـ ،ذكره  السيوطي و بروكلمان ( ولم يصل الينا).
أبو محمد عبد الله بن محمد التوزي ت 233 ( لم يصل )
أبو يوسف يعقوب بن السكيت ت 244.
أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني ت 248هـ ،وقد نشره محققا المستشرق الدكتور اوغست هنفر ضمن ثلاثة كتب في الاضداد ، المطبعة الكاثوليكية بيروت عام 1913م .
عبد الله بن مسلم بن قتيبة ت 276هـ ، وذكر في مجلة الاقلام ، السنة الاولى 4/98.
 عبيد (أوعسل ) بن ذكوان عاصر المبرد ولم يعرف سنة وفاته ولم يصل الكتاب
أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ت 291هـ ، وذكره ابن الدهان ( ولم يصل الينا هذا الكتاب)
أبو بكر محمد بن القاسم الانباري (ت 328هـ) ،ححقه المستشرق هوتسما في ليدن سنة 1881هـ ، والشيخ محمد عبد القادر سعيد الرافعي بمشاركة الشيخ أحمد الشنقيطي في المطبعة الحسينية ،مصر 1325هـ .
عبد الله بن جعفر بن درستويه ت 347هـ ( لم يصل )
أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي (351هـ)
الحسن بن بشر الامدي ت370هـ ( لم يصل )
ابو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا الرازي ت315هـ، وذكره الصاحبي ولم يصل الينا .
أبو منصور عبد الملك بن محمد بن اسماعيل الثعالبي ت 340هـ،ذكر في مجلة الاقلام ، السنة الاولى 4/98.
سعيد بن لمبارك بن الدهان ت 569هـ
أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الانباري 577هـ( لم يصل )
أبو الفضائل الحسن بن محمد الصغاني ت (560) نشر محققا أوغست هفنر على شكل ذيل .
عبد الرحمن بن محمد بن اباهيم العتائقي عا 790هـ ( لم يصل )
محمد بن أحمد بن شرف الدين المدني ت 904هـ  ( مخطوط )
تقي الدين عبد القادر التميمي المصري ت 1005هـ ( لم يصل )
ملا حسن بن تقي الدين عبد القادر التتميمي المصري لم يعرف سنة وفاته .
عبد الهادي نجا بن رضوان نجا المصري الابياري ت 1305هـ
عبد  الهادي الابياري السابق ذكره ( لم يصل )
احمد بن احمد بن اسماعيل الحلواني الخليجي ت 1308هـ
 محمد بن سليمان بن محمد التنكابني ت قبل عام 1320هـ( لم يصل )
عبد اللهبن محمد لم تعرف سنة وفاته ( مخطوط )
مؤلف مجهول ( منبه الرقاد في ذكر جملة من الاضداد ) مخطوط .
مؤلف مجهولاسمه :إضداد آي القران ( مخطوط ).
ولم يقتصر التأليف في الاضداد على ما سبق بل تعدّاه الى وجود المباحث في بطون الكتب حيث تعرّض المؤلفون القدامى والمحدثون لها أثناء تناولهم لقضايا العربية ، ومن بين ههؤء ابن دريد حيث كتب عنها مبحثا في كتابه الجمهرة وكذا الحال في الغريب المصنف لأبي عبيد والمخصص لابن سيدة ، وفقه اللغة للثعالبي وديوان العرب للفارابي . وحين كان منهج مادة المصادر اللغوية يقتضي الوقوف عند المؤَلف الناضج الاول الذي يمثل المادة المعقود عليها البحث لذا سأقف لبيان هذا الغرض وأعرضُ لكتاب ابن الانباري.
يعد كتاب الاضداد لابي بكر محمد بن القاسم الانباري (ت327هـ) من أوسع الكتب وأحفلها بالشواهد وأشملها للعلل فإن مؤلفه أتى على جميع المفردات التي جاء بها سابقوه ثم أضاف عليها ألفاظاً عدّها من الاضداد مستدلاً لذلك بجملة من الشواهد النثرية والشعرية أبان فيها المعنى الدقيق كاشفا النقاب عن المعاني الغريبة  مقدّماً لكتابه بمقدمةٍ انتصر فيها للعرب بما ورد على ألسنتهم من ألفاظ الاضداد مبيناً عن حكمتهم فيما أرادوا بقوله :[ هذا كتاب ذكر الحروف التي توقعها العرب على المعاني المتضادة فيكون الحرف منها مؤديا عن معنيين مختلفين .ويظن أهل البدع والزيغ ،والازراء بالعرب أن ذلك كان منهم لنقصان حكمتهم ، وقلة بلاغتهم ،وكثرة الالتباس في محاوراتهم ... فأجيبوا عن هذا الذي ظنوه وسألوا عنه بضروب من الأجوبة،أحدهن :إن كلام العرب يصحح بعضه بعضا ويرتبط أوله بآخره ولا يُعرف معنى الخطاب منه الا باستيفائه واستكمال جميع حروفه فجاز وقوع اللفظة على المعنيين المتضادين لأنها يتقدمها ويأتي بعدها مايدل على خصوصية أحد المعنيين دون الاخر ، ولا يراد بها في حال التكلم والاخبار الامعنى واحد]
مصادر ابن الانباري في حديثه عن الاضداد :
من الملاحظ في هذا الكتاب الكثرة  الوافرة من المصادر التي ينقل عنها ويأتي بها ليدعم قوله مما يجعله أقوى حجة أكثر قبولا لدى المحتجين وأذكر المصادر في النقاط الاتية :
القران الكريم : ويعد المصدر الاول والاهم في هذا الكتاب حيث يأتي المؤلف بايات من الذكر الحكيم مستشهدا بها لما يريد ولا تكاد تخلو صفحةٌ واحدةٌ من صفحات الكتاب الا وقد استشهد فيها باية واحدة على الاقل .
الحديث الشريف : وغالبا ما يأتي ابن الانباري بالأحاديث مع ذكر سندها وما هذا الا لتدعيم قوله بصحة الحديث الذي يعتمده في استدلاله .ومن تلك المواضع قوله :[ حدثنا أبو جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي ، قال :حدثنا هشام بن عمار ،قال:حدثنا أبو عبدالرحمن عثمان بن عبد الرحمن الجزري ، قال :حدثنا عبدالله بن أبي العباس عن جويبر عن الضحاك ،قال :قال :نافع بن الازرق لعبد الله بن العباس : أرأيت قيل  الله جل وعز : والليل إذا عسعس ما معناه ؟ فقال ابن عباس : عسعس :أقبلت ظلمته  ،فقال له نافع : فهل كانت العرب تعرف هذا ؟قال: نعم ، أما سمعت إمرىء القيس          عسعس حتى لو يشاء إدّنى           كان له من ناره مقبسُ
                  
كتب التفسير : وكثيرا ما نلاحظه يقول : قال المفسرون ،وذلك في حال الاجماع ،وتارة نجده يقول: قال بعض المفسرين ،وقال البعض الاخر . ومثلُ هذا ما ذكره في حديثه عن [عسى] بقوله :[ عسى في جميع كتاب الله جل وعزَّ واجبة . وقال غيره [ عسى في القران واجبة الا في موضعين ....]
 القراءات القرآنية وفي كثير من الاحيان كان يرجّح بعض الاراء فيها على البعض الاخر .
الرواية عن العرب الموثوق بفصاحتهم : روى ابن الانباري عن العرب الذين يعتدُّ بكلامهم الذين لم يعترِ  ألسنتهم الفساد اللغوي بل انتقى  ما يريده من الافواه التي عرفت بقوة البيان وفصيح العبارة ومن بين الرجال الذي روى عنهم : أبو العباس : وهذا هو الاوفر ذكرا في كتاب ابن الانباري بحيث نكاد لانستطيع ان نقف على صفحة واحدة لم يُذكر فيها أبو العباس ثم يتبعه لبيد ، والفراء ،وأبو ذؤيب ،أُبي بن تميم . وأحيانا نجد الرواية دون ذكر راويها حيث يقول : [قال أهل اللغة ] ويكتفي بهذا دون الاشارة الى أحد .
إن المتتبع لمنهج ابن الانباري في الاستشهاد يلاحظ أنه يبدأ بالقران الكريم دائما فالتفسير وقول الرسول (ص) ثم الشعر أو النثر من كلام العرب ،وهذا هو النهج العام الذي إختطه لنفسه في كتابه. أما بخصوص اختياره للالفاظ ومعالجتها فلم تخصع لطريقة معينة في ترتيب الكلمات في الكتاب بل وضعها وضعا مرتبكا يشقُّ على الباحث إيجاد ضالته فيه إذا أراد الرجوع الى لفظ معين ، فقد اعتمد الباحث ترقيم الالفاظ وإعطاء كلِّ حرف رقما معيناً وقد بلغت المفردات التي تم التطرق اليها في هذا الكتاب (357) مفردة مبتدءاً بلفظ ( الظن).

الأًضداد في كلام العرب: تأليف عبد الواحد بن علي اللغوي الحلبي  (ت 351هـ ) تحقيق الدكتور عزة حسين ، مطبوعات المجمع العلمي العربي ، بدمشق 1382هـ /1963م . و يتألف من جزأين .
منهج الكتاب :
أكثرَ الباحثُ فيه من الشواهد كالايات القرانية وأحاديث الرسول  @ ولم يشر المؤلف الى كتاب ابن الانباري السابق ذكره .
رتّب أبو الطيب اللغوي كتابه على حروف المعجم وكان كتابه أول كتب الاضداد التي تُؤلف وفق هذا المنهج حيث كان المولفون الذين سبقوه لم يلتزموا بهذه الطريقة الا أن الملاحظ في هذا الترتيب قد يعتريه الارتباك أحيانا فيقدّم لفظا حقه التأخير ويؤخر لفظاً حقه التقديم


c  نماذجٌ من الاضداد في القرآن الكريمc
TTTT
 لايبَ أنَّ الذكر الحكيم هو المحفّز الأساس في الكثير من العلوم على اختلاف توجهاتها ، وما يهمنا في هذا الموضع ورود بعض الألفاظ الدالّة على المعاني المتضادّة في القران الكريم مما جعل المفسرين واللغويين تتبع هذه المفردات وإعطائها مساحة واسعة من مؤلفاتهم  من أجل تفسيرها  وبيان معانيها ، وسأعرضُ في هذا المحل الى بعض النماذج لتصبح الصورة جليةً للقارئ .

أولا/    السَّجْر.
نص الكثيرُ من علماء اللغة والتفسير على  أن هذه اللفظة من الأضداد ، وإذا تتبعنا الذكر الكريم نجد تطبيقا لِما أوردوه من المعنيين  المتناقضين ،  حيثُ وردت في موضعين تدل على الامتلاء ، ونقيضهُ الفراغُ  كما في قوله تعالى باسلوب القسم   :] وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ [ الطور/6 . قال ابن الانباري ت351هـ:( ومن الاضداد المسجور : المملوء ، والمسجور الفارغ .قال وفي التنزيل ( والبحر المسجور) ،أي :المملوء وفيه ( واذا البحار سجّرت) ،أي ذهب ماؤها. وحُكِيَ عن جارية من أهل مكة :إنَّ حوضكم لمسجورٌ، أي: فراغٌ ليس فيه ماء). ولم ينأ الزمخشري عن هذا المعنى بقوله :(المسجور : المملوء). والى مثله ذهب صاحبُ البحر المحيط ذاكرا المعنى ذاته وضده وهذا مايتضح لنا من قوله : (البحر المسجور المملوء ،وهذا معروفٌ  . وقال ابنُ عباس : المسجورُ الذي ذهب ماؤه فيكون من الاضداد ) . وقد بين الزمخشري في موضعٍ ثانٍ أنَّ السجرَ بمعنى الفراغ أو الامتلاء وذلك حين تعرّض لقوله تعالى : {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَت} حيثُ قال :(سجر من سجّرَ التنور إذا ملأه بالحطب ، أي مُلئت نيراناً. وعن الحسن :يذهب ماؤها فلا تبقى فيها قطرةٌ ). فنلحظ مما سبق أن لفظة (السجر) وردت في التعبير القرآني بمعنيين متضادين تماما .  

ثانياً/ السَبْح :
    ذُكرت لفظة ( السبح) من الاضداد ؛ لأنها تعني : (( النوم والسكون ، والتقلب والانتشار في الأرض )) () ، وهو ما ذهب اليه فريق من علماء اللغة والتفسير القدامى () .
    وقد وردت هذه اللفظة في التعبير القرآني بالمعنيين المتضادين ، في قوله تعالى : ] إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً[ (المزمل: 7) .
    ففسر (السبح) بكونه : ((تصرفاً وتغلباً في مهماتك وشواغلك () … وقيل فراغاً وسعة لنومك وتصرفك في حوائجك)) () ، وذُكر لها قراءة بـ(الخاء)، أي (سَبْخاً) وهي قراءة يحيى بن يعمر والضحاك () ، فلو قرئت بـ ( الخاء) ، فإنها تؤكد وتحدد معنى الانتشار والتوسعة ؛ لأنها جاءت في أصل معناها اللغوي من ندف القطن () ، وهو يدل على التوسعة والانتشار .
    أما إذا قرئت (بالحاء) ، أي (السبح) ، فيكون لها معنيان متناقضان ، وتدخل في الاضداد، والمعنيان هما: السكون والانتشار، والمعنى يكون: ((إنّ لك في النهار فراغاً لنومك وتدبير أمر معاشك والتصرف في حوائجك ، فتهجّد في الليل)) () ،
 

3)الظنّ : يعد الظنّ من الألفاظ المتضادة ، فهو يحمل معنيين متناقضين ، هما: الشك واليقين () ، وهو ما اثبتته طائفةٌ من كتب اللغة والتفسير ()، إلا أن هناك من أنكر ضدّية هذه اللفظة من المحدثين ، بحجة أن معنى اللفظة يتغير بتغير السياق ؛ لذلك عدّوه من المشترك اللفظي، وأنه مأخوذ من افتراض عقيدي(). والظنّ اسم (( لما يحصل عن أمارةٍ ، ومتى قويت أدّت إلى العلمِ ، ومتى ضعفت جداً لم يتجاوز حدّ التوهّم )) () . والضعف والقوة يحددهما مطابقته للواقع أو عدم مطابقته، فإن كان مطابقاً للواقع وتحقق ذلك كان الظن يقيناً وعلماً ، وإن كان غير مطابقٍ للواقع اصبح شكاً وتوهماً، وهذا ما تحدده القرائن الدلالية
-السياقية والحالية والعقلية - في النص.
    وإذن فإن الذي يحدد معناها هو السياق نفسه،  وإذا رجعنا الى الذين ألّفوا في الأضداد نلاحظ أنهم يحددون قرائن السياق هي السبيل في تحديد معان الكلمات المتضادة
(4)    الرجاء :
    تُعدّ لفظة (الرجاء) من الأضداد في اللغة ؛ لأنها ترد بمعنيين متضادين ، هما: (الطمع ، والخوف) ، وهذا ما أكده أغلب علماء اللغة والتفسير () .
    ونلحظ التقابل بالضد لهذه اللفظة في التعبير القرآني ، في قوله تعالى:
] مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً [ (نوح:13) ، ففًسّر (الرجاء) هنا بالخوف ()، وقيل: عن ابن عباس أن معناه : ((ما لكم لا تخافون لله عذاباً ولا ترجون منه ثواباً)) () ،أي أن معنى الرجاء هنا، هو: الخوف والطمع معاً،    وذكر الراغب المعنيين معاً من دون الاشارة إلى أنها من الأضداد ، فذكر أن: (( الرّجاءُ ظنٌّ يقتضي حصول ما فيه مسرّةٌ ، وقوله تعالى: ] مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً [ ()، قيل: ما لكم لا تخافون)) ، فكان هناك شيءٌ من التناقض في قوله ؛ إذ الخوف لا يمكن أن يكون فيه مسرّة .
    فنلحظ مما سبق أن لفظة (الرجاء) وردت متناقضة في الآية السابقة نفسها، فهي تحمل المعنيين المتضادين معاً ، مع بعض الترجيح لمعنىً دون الآخر بقرينة السياق الذي يحدد أحدهما .
    وتقابل هذه اللفظة في الآية السابقة ، لفظة (الرجاء) في قوله تعالى: ]أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ[ (الزمر:9).
    ورد (الرجاء) في هذه الآية بمعنى (الطمع) و(الخوف) عند أغلب المفسرين() ، ولا يفصلون بينهما،
5)    الأجَل :
    وردت هذه اللفظة في التعبير القرآني بمعنيين متغايرين في أكثر من نص، ففي قوله تعالى : ] وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنّ [ (البقرة: 231) ، ففُسّر (الأجل) هنا ، بأنه ((آخر عدتهن ، والاجل يُطلق للمدة ، ولمنتهاها ، فيقال لعمر الإنسان وللموت الذي به ينتهي )) () .
    والدليل على أن المراد به ، الاشراف على انتهاء العدّة ، هي القرينة اللفظية المتأخره

0 التعليقات:

إرسال تعليق