الخميس، 26 فبراير 2015

الأمانة والخلق العظيم

الحمد لله أهل الحمد ومستحقه، العالم بجليل الأمر ودقه، لا يخفى عليه خافية من خلقه، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، أحمده سبحانه على كل حال، وأعوذ به من أحوال أهل النار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الموصوف بالأمانة والخلق العظيم اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه. أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله في السر والعلانية واعلموا أن الله لا تخفى عليه خافية يعلم السر وأخفى ويعلم ما تبدون وما تكتمون فعليكم بمراقبة مولاكم والحذر من كل ما يكون سببا إلى سخطه وعقابه واتصفوا بأوصاف عباده المؤمنين وأنبيائه المرسلين وأوليائه المخلصين الذين أثنى الله عليهم عز وجل بقوله"وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ"وإنه يا عباد الله من أهم الأمور وأعظمها وأشدها خطرا الأمانة، الأمانة التي عظم الرب شأنها وعرضها على أعظم مخلوقاته فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها هذا الإنسان الضعيف قال جل جلاله: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" إن الأمانة هي الركيزة في كل أمر بينك وبين إلهك أو بينك وبين أقربائك أو مجتمعك قالr{لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له} لقد أصبح الكثيرون اليوم لا يعبئون بالأمانة ولا يقيمون لها وزنا. كثر الغش والخداع وفشت الرشوة بين الكثيرين وكثرت شهادة الزور تذكر قوله عز وجل {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} لسنا في شك من هذا إن شاء الله ولكن غلب على النفوس الطمع وحب الدنيا وطول الأمل فاتقوا الله عباد الله ولا تكونوا ممن وصفهم الله بقوله{ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}فانتبهوا عباد الله من نومكم وأدوا أماناتكم ولا تخونوها فما هي إلا أيام قلائل ويتبعها الهول الشديد والمطلع الرهيب ولحد الضيق والقبر الموحش قال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} بارك الله لي ولكم في القرءان...

0 التعليقات:

إرسال تعليق