الخميس، 26 فبراير 2015

لنكن من الخاشعين


الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين وعلى آله وصحبه والتابعين.أسمع معي يا عبد الله وعش معي لنكن من الخاشعين.إذا سمعنا الأذان ونداء التوحيد الله أكبر الله أكبر فلنستحضر في قلوبنا هول النداء يوم القيامة يوم الصآخة ويوم الحآقة يوم الزلزلة يوم ينادى على كل إنسان للعرض على الله عز وجل فإن كنا المسارعين إلى هذا النداء في الدنيا هم الذين ينادون يوم القيامة باللطف واللين فللعبد موقفين بين يدي الله في الصلاة ويوم القيامة فإذا أحسن العبد وقوفه في الصلاة سهل عليه الوقوف العظيم يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين قال: أحد العباد ما سمعت النداء: إلا تذكرت هول النداء للعرض على الله يوم القيامة(يوم تعرضون لا تخفى منكم خافيه) فإذا تطهرنا للصلاة لا بد أن نتطهر ظاهرا وباطنا فلنخرج من قلوبنا كل غلٍ وحسد وبغضاء وليكن شعارنا (ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا انك رؤوف رحيم) فإذا دخلنا في الصلاة كبرنا وقلنا الله أكبر فإذا نطقت ألسنتنا بالتكبير فينبغي أن لا نكِذب ذلك بقلوبنا فلنقل الله أكبر باللسان والقلب واعلموا أيها الأحبة فوالله فلا شيء أكبر من الله لا دنيا ولا مال ولا أهل ولا شهوة. الله أكبر ثم نقرأ دعاء الاستفتاح وقل في قلبك وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض ولنتوجه بقلوبنا وأجسادنا إلى الله خالق كل شيء إلى الله رب كل شيء.ثم نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولنعلم أن هذا الشيطان هو عدونا المتربص بنا ليبعدنا عن الخشوع أمام علام الغيوب.ثم نبدأ في قرأة أم الكتاب الفاتحة الشافية الكافية السبع المثاني .فإذا قلنا الحمد لله رب العالمين قال الكريم حمدني عبدي فإذا قلنا الرحمن الرحيم قال الكريم أثنى علي عبدي فإذا قلنا مالك يوم الدين قال الكريم مجًدني عبدي فإذا قلنا إياك نعبد وإياك نستعين قال الكريم هذا لعبدي ولعبدي ما سأل الله أكبر لو لم يكن من الصلاة إلا ذكر الله ومع هذا الفضل ومن الناس من يقرأ وهو غافل يتحرك اللسان والقلب غافل ألم تسمعوا لقول الذي خلق الأرض والسموات (أفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) لذا ينبغي أن نحرص على تدبر ما نقرأ من السور فهذا أحد التابعين لما قرأ قوله تعالى: (فإذا نقر في الناقور) خر ميتاً وكان يصلي الصبح. وكان إبراهيم النخعي إذا سمع قوله تعالى: إذا السماء انشقت اضطرب حتى تضطرب أوصاله. وفي السجود نبذل انكسار وخشوع لله وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فلنستشعر ذلنا. وفي التشهد نجلس جلوس تأدب ووقار بين يدي الله ثم نرفع كل معان المدح والثناء والتحيات لله والصلوات الطيبات لله. ثم نسلم على المصطفى ص ولو بعدت المسافات يسمع صلاتنا ونسلم عليه بوقار وأدب السلام اللهم صلي على رسولك ونبيك محمد عليك ونذكر أنه هو السبب بعد الله في خروجنا من الظلمات إلى النور السلام ثم نقول (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فكل عبد صالح في الأرض نحن نسلم عليه هذا لنعلم أننا بغير الصالحين في ضياع أننا بغير نصرة الصالحين في ضياع السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ثم نجدد العهد والميثاق مع الله ونؤدي الشهادتين بإخلاص وإيمان ونصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وندعو بما علمنا النبي ص (اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) ونستعيذ بالله من شر عذاب القبر وعذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال.ثم نسلم على الملائكة والحاضرين من المسلمين ثم نستغفر الله من كل نقص وتقصير في صلاتنا .هكذا هي صلاة الخاشعين هكذا هي صلاة المنيبين سئل حاتم الأصم عن صلاته فقال: أقوم إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني والنار عن يساري وملك الموت على رأسي وأظنها أخر صلاتي ثم أكبر تكبيرا بتحقيق وأقرأ قراءة بترتيل وأركع ركوعاً بتواضع وسجود بخشوع ثم أسلم ولا أدري أقبلت صلاتي أم لا. هاهو على بن أبي طالب إذا حضرت الصلاة يتزلزل ويتلون فقيل له مالك. فيقول: جاء وقت أمانه عرضت على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها وحملتها أنا. وهاهو على بن الحسين كان إذا توضأ اصفر لونه فقيل له ما هذا ما الأمر قال: أتدرون بين يدي من سأقف.الله أكبر الله أكبر هاهي أم المؤمنين عائشة تقوم في ساعةٍ من الليل فتبحث عن النبي فلا تجده في فراشه وتتلمسه بيدها فتصل يديها إلى قدم النبي ص وهو ساجد قد سمعته وهو يدعو الله في سجوده ويقول(اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت علي نفسك) قال بن القيم كان بعض السلف يصلي في اليوم والليلة أربع مائة ركعة ثم يقبض علي لحيته ويقول لنفسه: يا مأوى كل سوء وهل رضيتك لله طرفة عين. هذا كله حياء من الله تعالى. هذه حياة الخاشعين الذين هم على صلاتهم يحافظون وعليها دائمون وبين يدي ربهم خاضعون. إنها الصَّلاةُ يا عباد الله: قرَّةُ عيونِ الموَحِّدين، ولذَّةُ أرواح المحبين، وبستان العابدين وثمرة الخاشعين. فهيَ بستَانُ قلوبهم ولذَّةُ نفوسهم.فيها يتقلبون في النعيم ويتقربون إلى الحليم الكريم عبادة عظَّم الله أمرها وشرَّف أهلها وهي آخر ما أوصى به النبي عليه السلام وآخر ما يذهب من الإسلام وأول ما يسأل عنه العبد بين يدي الملك العلام هذا هو واقع الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم مع الصلاة يفزعون إليها عند النوائب ويلوذون بها في النوازِلِ يتعرف بها أحدهم إلى الله في الرخاء فيعرفه ربه في الشدة هي بوابة للرحمات ومفتاح الكنز الذي من حصله حاز الخيرات وكانت لأحدهم رَبيع قَلْبِهِ وحياة نفسه، وقُرّة عَيْنِهِ، ولذة جسده، بل هي جلاءً حُزْنِهِ وذَهاب همِّه وغَمّه وقد أشار المصطفى ص إلى ذلك حين قال: (أرحنا بها يا بلال) أيها الأحبة في الله كونوا من هؤلاء هم الخاشعين أسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم في دار كرامته إنه ولي ذلك والقادر عليه اللهم اجعلنا من عبادك الخاشعين اللهم اقذف في قلوبنا رجائك حتى لا نرجو أحدا غيرك.اللهم إنا نسألك إيمانا ثابتا ويقينا صادقا حتى نعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتبت لنا، اللهم لا نهلك وأنت رجائنا  احرسنا بعينك التي لا تنام وبركنك الذي لا يرام.ياسامعا لكل شكوى يا رب البيت العتيق أكشف عنا وعن المسلمين كل شدة وضيق، واكفنا والمسلمين ما نطيق وما لا نطيق اللهم فرج عنا وعن المسلمين كل هم غم وأخرجنا والمسلمين من كل حزن وكرب يا فارج الهم يا كاشف الغم يا منزل القطر يا مجيب دعوت المضطر يا سامعا لكل نجوى احفظ إيمان وأمن بلادنا، ووفق ولاة الأمر لما فيه صلاح الإسلام والعباد.اللهم نسألك فرجا قريبا للمسلمين وصبرا جميلا للمستضعفين يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا، ويا ذا النعم التي لا تحصى أبدا أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد أبدا.اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

0 التعليقات:

إرسال تعليق