الخميس، 26 فبراير 2015

محمداً( ص) فخر لكل مسلم

  أيها المؤمنون بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد عليه الصلاة والسلام رسولاً ونبياً،  لا تؤمن حتى تحبه ولا تكفي محبته بل والله لابد أن يكون أعظم محبوب في قلبك بعد الله، وأجلّ إنسان في نظرك، وأكرم مخلوق هو إنسان لكن ليس كأي إنسان وبشر لكن ليس كأي بشر يسري حبه في عروق الصالحين والعابدين كما يسري الدم في العروق يفضل حبه على الآباء والأمهات وعلى البنين والبنات، لا بد أنكم عرفتموه، إنه إمام الهدى ونور الدجى وزعيم الأمة وسيد الأولين والآخرين إنه محمد بن عبد الله ص وعلى آله وأزواجه وأصحابه صلاةً وسلاماً متلازمين إلى يوم الدين ذلك النبي الأمي الذي أنار الله به البشرية وأنقذها من الجهالة والتبعية بعثه ربه إلى أمة الخمور والزنا والعهر والفجور فتحولت بإذن الله إلى أمة الخير والفلاح والنجاة والصلاح بعثه الله قائداً ومعلماً ومرشداً ورحيماً وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وكلامنا اليوم عن الحبيب ص بذكره نعيد أذهاننا مئات السنين إلى الوراء ونستمع إلى أصحابه وهم يصفونه كأنك تراه أمامك ونقف مع بعضنا إلى شيء من حياته كيف كان يعيش ص إن محمداً ص فخر لكل مسلم، رجل كلمه الله بلا ترجمان رجل أقسم الله بروحه وبحياته، وفي هذا تشريف عظيم ومقام رفيع وجاه عريض قال ابن عباس عند قوله تعالى: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ قال:(ما خلق الله ولا ذرأ ولا برأ نفساً أكرم عليه من محمدٍ ص، وما سمعت الله أقسم بحياة غيره) فأي مكانة تلك وأي تشريف هذا ولهذه المنزلة العظيمة، والمكانة الكريمة لم يكن الإنسان مؤمناً حتى يكون عليه ص أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين، بل محبته ص من أسباب تذوق حلاوة الإيمان قال ص:((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)).ولمحبته ص علامات وأمارات تدل على صدق المحبة في قلب المسلم، فمن علامات المحبة له تصديقه والإيمان بكل ما جاء به، والحذر الحذر من إنكار شيء أتى به ص، فإن إنكار شيء مما جاء عن الله أو ثبت عن رسوله كفر وخروج عن الملة والدين.ولذلك فمن علامات الكفر الصريح والنفاق الواضح: التولي والإعراض عن الله ورسوله. وَيِقُولُونَ امَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مّنْهُمْ مّن بَعْدِ ذٰلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ حتى قوله تعالى إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُواْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ. ومن علامات محبته إتباعه فيما أمر، وعدم مخالفته، فإن بعض من يدعي حب النبي ص ينفرون من متابعته في هديه وسنته، وهذا ناقص المحبة إن لم يكن فاقدها بالكلية، فإن المحب لمن يحب مطيع، وفي ذلك إيذان بهلاك الله للعبد المخالف للرسول ص، قال الله تعالى: فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَٰلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، فهي مخالفة يُخشى على صاحبها من الهلاك في الدنيا والآخرة.ولذلك تجد الصالحين الصادقين في محبته ص يتبعونه في أمور حياته أعظم إتباع، بل وُجِد من الصحابة من شرب دم النبي ص حين احتجم، وهو عبد الله بن الزبير، وكاد الصحابة يقتتلون على شعره حين حلقه في الحج، فأعطى أبا طلحة نصفه، فبكى أبو طلحة من شدة الفرح أي محبة أعظم من هذه.أيها المؤمنون وأرى بأن بعض النفوس قد تشوقت إلى ذكر بعض صفاته ص، وقد وجدت في كتب السلف حرصاً منهم على تخليد صورته في الأذهان والعقول يتمنون معرفة صفاته ص كان عليه ص ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، معتدل القامة، أبيض مليح الوجه مستدير، إذا تبسم فكأنما وجهه كالبدر المنير من جماله ص، وكان رجل الشعر، أزهر اللون، مشرباً بحمرة، في بياض ساطع، أكحل العين، وليس بهما كحل، طويل أهداب العين، طويل النظر إلى الأرض، شديد الحياء، لا يثبت بصره في وجه أحد، أسود الشعر، كثيف اللحية، إذا مشى كأنه يتكفأ، وإذا التفت التفت بجميع بدنه، واسع الفم، حسن الأنف، ضخم اليدين، لينهما، مات عليه ص ولم يبلغ شيب رأسه ولحيته عشرين شيبة حدث عنه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (رأيت الرسول ص في ليلة أضحيان أي ليلة مكتملة البدر فجعلت أنظر إلى الرسول ص وإلى القمر، وعليه حلة حمراء، فإذا هو عندي أحسن من القمر).وحدثت عائشة رضي الله عنها فقالت: (ما رأيت رسول الله ص مستجمعاً قط ضاحكاً تعني غارقاً في ضحكه وإنما كان ضحكه التبسم. إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هذر، له رفقاء يحفون به، إذا قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود تعني محاط من أصحابه ومطاع لا عابس ولا مفند تعني طلق الوجه ليس بعابس وكلامه خال من الخرافات ومن أعظم صفاته ص خاتم النبوة، وكان بين كتفيه، قال جابر بن سمرة: (رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله ص غدة حمراء مثل بيضة الحمام، يشبه جسده).وكان للرسول ص رائحة أطيب من المسك والعنبر، فعن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله ص أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، وما مسست ديباجاً، ولا حريراً ألين من كف رسول الله ص، ولا شممت مسكاً، ولا عنبراً، أطيب من رائحة النبي ص).وعن أنس أيضاً قال: قال يعني نام في القيلولة قال عندنا الرسول ص فعرق، فجاءت أمي بقارورة، فجعلت تأخذ العرق فيها، فاستيقظ النبي ص فقال:((يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين))قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو أطيب من الطيب.وكان ص يُعرف منه ريح الطيب إذا أقبل، فأي جمال هذا وأي حسن هذا هذه صفاته كلها كمال إنساني وتجميل رباني.أما أسماؤه فله خمسة أسماء قال عليه ص:((لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي)).وسماه الله فقال تعالى: لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ.ويجري الله على يد هذا النبي العظيم أعظم المعجزات، لتدل على صدقه في دعوته، فأولها معجزة القرآن، هو كلام من جنس كلام العرب، ولكن الله سبحانه تحداهم أن يأتوا بمثله فلم يستطيعوا، فكان المعجزة الكبرى.وتحدت قريش رسول الله أن يشق لهم القمر نصفين ليستدلوا على أنه صادق فأشار بيده فانشق القمر نصفين في السماء وكان يأخذ الطعام اليسير بين يديه أي القليل، فيبارك الله فيه فيطعم به الجيش ويشبعهم ويزيد احتاج الصحابة إلى ماء ذات مرة ليشربوا ويتطهروا فلم يجدوا إلاّ قدحاً فيه ماء قليل فوضع عليه الصلاة والسلام كفه الشريفة فيه فنبع الماء من بين أصابعه عليه الصلاة والسلام،كأنه عيون فشربوا منه وتوضؤوا جميعاً.وكان يخطب إلى جذع نخلة فصنع له منبر ليخطب عليه، فلما قام فوق المنبر، إذا بصوت بكاء وحنين، فإذا هو جذع النخلة يبكي على فراق الرسول ص، فينزل عليه الصلاة والسلام من على منبره ويضم الجذع فيسكن.وشكا صحابي إليه بعيراً له لا يطيعه، فذهب النبي إلى البستان، فجاء البعير مسرعاً حين رأى النبي حتى أطرق عنده وشكا إليه قسوة الصحابي ودموعه تذرف، فعرف ذلك النبي، وأمر الرجل بالإحسان إليه.وخرج يوماً إلى الخلاء لقضاء حاجته، فلم يجد ما يستتر به إلاّ شجرتين متباعدتين، فدعاهما إليه، ثم أمرهما فافترقتا.وجعل له السم في ذراع شاة، فكلمه ذراع الشاة المسمومة، بأنه مسموم، وكان يمسح على الشاة الهزيلة فتدر لبناً بإذن الله.وجاءه علي بن أبي طالب يشكو رمداً في عينه فتفل في عينه فصح من حينه، ولم يرمد بعدها أبداً. وجاءه رجل وعينه مدلاة قد سقطت، فأخذها بكفه، فردها مكانها، قال الصحابي: فكانت خيراً من أختها، وكانوا يسمعون تسبيح الطعام بين يديه عليه الصلاة والسلام.ومعجزاته، أكثر لا نستطيع أن نذكرها كلها لضيق الوقت، فقد ألفت الكتب في ذلك.ومع كل هذه المعجزات للنبي عليه الصلاة والسلام،لم يتكبر ولم يتباهى أو يفخر، وإنما ظل باكياً خاشعاً، تدمع عيناه، ويتفاعل مع أصحابه، يحزن لحزنهم، ويضحك لضحكهم.كما قال ربه: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيّينَ نفعني الله وإياكم بهدي كتابه..

0 التعليقات:

إرسال تعليق