الخميس، 26 فبراير 2015

حُسْنِ المُعَامَلَةِ وَالْتَّخَلُقِ

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ وَالعَاقِبَةُ للمُتَّقينَ، ولا عُدْوَانَ إلاَّ على الظَّالمينَ، أحْمَدُهُ تعَالَى دَعَانَا إلى الإيمَانِ وَأمَرَنَا بِالأدَبِ معَ الجِيْرَانِ، وَحَثَّنَا عَلَى حُسْنِ المُعَامَلَةِ وَالْتَّخَلُقِ بِأخْلاقِ القُرْآنِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أعظمُ النَّاسِ خُلُقَاً، وَأحْسَنُهُمْ جِوَارَاً اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، الذينَ كَانوا نَمَاذِجَ للآدَابِ، وَمُثُلاً لِلأخْلاقِ رضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأرْضَاهُمْ أجْمَعِيْنَ.أَمَّا بَعْدُ: فَيَا عِبَادَ اللهِ: اتَّقُوا اللهَ وَأطِيْعُوهُ وَامْتَثِلُوا أوَامِرَهُ وَلا تَعْصُوهُ، وَاذْكُرُوهُ ولا تَنْسَوُهُ واشْكُرُوهُ ولا تكفروهُ واعْلَمُوا أنَّ أدَبَ الجَارِ معَ جَارِهِ وَحَقَّهُ عَلَيْهِ مُؤكَّدٌ بالآياتِ وَالأحَادِيْثِ، وَمَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوْصِي مُحَمَّداًeْحتَّى ظَنَّ أنَّهُ سَيُشَرِّكَهُ فِي المَوَارِيْثِ، وَلا يُؤذِي الجَارَ إلاَّ لِئِيْمٌ خَبِيْثٌ فَعَنِ ابنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قالا: قال رسولُ اللهِ e :(( مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِيني بِالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ )) وَرُوِيَ عَنْ أبي هريرةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رسولَ اللهِ e قَالَ: (( مَنْ كَانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فَلا يُؤذي جَارَهُ )) أيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إنَّ جَارَكَ هُوَ الَّذي إذا طَلَبْتَ مِنْهُ مَعُونَةً تَجِدُهُ بِجَانِبِكَ وَإلَى جِوَارِكَ، وَإذَا طَلَبْتَ حَاجَةً مِنْ حَاجَاتِهِ، لَبَّى طَلَبَكَ رَاضِيَاً قَرِيْرَ النَّفْسِ وَالْعَيْنِ هُوَ الذي تَتْرُكُ زَوْجَتَكَ وَأوْلادَكَ فِي جِوَارِهِ وَأنْتَ عَلَيْهِمْ مُطْمَئِنٌ وَآمِنٌ وَتَدَعُ مَالَكَ وَتَتْرُكُ مَتَاعَكَ فِي بَيْتِكَ ثُمَّ تَغِيْبُ مَا شِئْتَ أنْ تَغِيْبَ رُكُونَاً إلَيْهِ، وَاعْتِمَادَاً مِنْكَ على أمَانَتِهِ وَحِمَايَتِهِ، هُوَ أوَّلُ مَنْ يَسْمَعُ صَرِيْخَكَ وَنِدَاءَكَ، وَأوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ لِيَخْدُمَكَ فِي الْمَهَمَّاتِ وَالْمُلِمَّاتِ، يَشْعُرُ بِمَا أنتَ فِيْهِ مِنْ ألَمٍ وَعَذَابٍ وَقَلَقٍ وَاضْطِرَابٍ فَيَهْرَعُ إلَيْكَ، وَيُسْرِعُ مُبَادِرَاً إلَى نَجْدَتِكَ وَمُسَاعَدَتِكَ، هَمُّهُ أنْ يُلَبِّيَ نِدَاءَكَ وَيُعِيْنَكَ على أمْرِكَ، وَيُؤمِنَكَ مِنَ الفَزَعِ والهَلَعِ، ويبعثَ في نَفْسِكَ الهُدُوءَ والسَّكِيْنَةَ وَيَمْلأَ قَلْبَكَ بِالطَّمَأنِيْنَةِ وَالأمَانِ لِذَا كانَ حَقُّ الجَارِ فِي الإسْلامِ مِنْ أعْظَمِ الحُقُوقِ، وَوَاجِبَاً مِنْ أقْدَسِ الوَاجِبَاتِ وقَدْ أكَّدَهُ الْمَوْلَى عزَّ وجَلَّ في القرآنِ العظيمِ حيثُ ذَكَرَهُ عُقْبَ توحيدِهِ وَطَاعَتِهِ وَبَعْدَ حَقِّ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِيْنَ فقالَ: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ. عِبَادَ اللهِ: إنَّ جاركَ قدْ أمَرَكَ اللهُ بِحِفْظِهِ، وَالْقِيَامِ بِحَقِّهِ، وَأوْصَاكَ بِرِعَايَةِ ذِمَّتِهِ فِي كِتَابِهِ وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ ألاَ ترَاهُ سُبْحَانَهُ أكَّدَ ذِكْرَهُ بعدَ الوالدينِ والأقْرَبيْنَ فقَالَ تعالَى: وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى، أيْ القَرِيبِ والجَارِ الجُنُبْ أيْ الغَرِيْبِ وَقِيْلَ الجَارُ ذِي القُرْبَى المُسلمُ والجَارُ الجُنُبِ غَيْرُ المُسْلِمِ، وحَقُّ الجَارِ عِبَادَ اللهِ يَقْتَضِي إيْصَالَ الخَيْرِ إلَيْهِ، وَتَقْدِيْمَ المَنْفَعَةِ لَهُ، وإسْدَاءَ الجَمِيْلِ إلَيْهِ، وَاصْطِنَاعَ المَعْرُوفِ مَعَهُ، فَلَيْسَ مِنَ الدِّيْنِ أنْ تَبِيْتَ تَاخِمَاً شَبْعَانَاً، وَجَارَكَ جَوعَانٌ وَأنْتَ تَعْلَمُ ولَيْسَ مِنَ الدِّيْنِ أنْ تَلْبَسَ الجَدِيْدَ وَتَبْخلَ مِنْ ثِيَابِكَ عَلَى جِيْرَانِكَ وَأنْتَ تَعْلَمُ حَاجَتَهُمْ إلَيْهِ يَقُولُeفي تَوْجِيْهِهِ لِنِسَاءِ الْمُسْلِمِيْنَ: (( يَا نِسَاءَ المُسْلِمَاتِ لا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسَنَ شَاةٍ )) قَالَ ابنُ حَجَرٍ أيْ لا تَحْقِرَنَّ أنْ تُهْدِيَ لِجَارَتِهَا شَيْئَاً وَلَوْ كَانَ قَلِيْلاً مِنْ أجْلِ التَّحَابِّ والتَّوَادِّ، فَكَأنَّهُ قَالَ كُلُّ جَارَةٍ تَوَدُّ جَارَتَهَا وَلَوْ بِهَدِيَّةٍ صَغِيْرَةٍ وَخَصَّ النَّهْي بِالنِّسَاءِ لأنَّهُنَّ مَوَارِدُ المَوَدَّةِ وَالبَغْضَاءِ ولأنَّهُنَّ أسْرَعُ انْفِعَالاً وَيَقُولُ النَّبِيُّe لأبِي ذَرِّ الغَفَارِي:(( يَا أبَا ذَرٍّ إذَا طَبَخْتَ مرَقةً فَأكْثِرْ ماءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيْرَانَكَ )) قَالَ العُلَمَاءُ لَمَّا قالَ عليه السَّلامُ ((فَأكْثِرْ مَاءَهَا)) نَبَّهَ بِذَلِكَ عَلَى تَيْسِيْرِ الأمْرِ على البَّخِيْلِ تَنْبِيْهَاً لَطِيْفَاً وَجَعَلَ الزِّيَادَةَ فِيْمَا ليسَ لَهُ ثمَنٌ وَهُوَ المَاءُ وَلِذَلكَ لَمْ يقُلْ إذَا طَبْخَتَ مَرَقَةً فَأكْثِرْ لَحْمَهَا إذْ لا يَسهُلُ ذَلِكَ على أحَدٍ غالِبَاً.عِبَادَ اللهِ: يَجِبُ عَلَى الجَارِ أنْ يَنْصُرَ جَارَهُ إذا اسْتَنْصَرَهُ وَيُعِيْنَهُ إذَا اسْتَعَانَهُ، وَيَعُودَهُ إذَا مَرِضَ ويُهَنِئَّهُ إذَا فَرِحَ، وَيُعَزِّيَهِ إذَا أصِيْبَ، وَيُسَاعِدَهُ إذَا احْتَاجَ وَيَبْدَأَهُ بِالسَّلامِ وَيَلِيْنُ لَهُ الكلامَ، وَيُرْشِدَهُ إلَى مَا فِيْهِ صَلاحُ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، يَرْعَى جَانِبَهُ، وَيِحْمِى حِمَاهُ يَصْفَحُ عَنْ زَلاتِهِ، وَلا يَتَطَلَّعُ إلَى عَوْرَاتِهِ وَغَيْرُ ذَلِكَ كَثِيْرٌ وَكُلُّ هَذَا مِنْ بَابِ الإحْسَانِ الذي تَضْمَنَّهُ قَولُهُ e:(( مَنْ كَانَ يُؤمِنُ باللهِ وَاليومِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إلَى جَارِهِ )) فَلا يَنْبَغِي لِلْجَارِ أنْ يَنْظُرَ فِي بَيْتِ جَارِهِ وَهُوَ غافِلٌ أوْ يَخُونَهُ فِي أهْلِهِ ومَنْ نظرَ في بَيْتِ جَارِهِ بِغَيْرِ إذْنِهِ مَلأ اللهُ عَيْنَهُ مِنْ نَارِ جَهْنَّمْ وَمَنْ زنَى بِحَلِيْلَةِ جَارِهِ اسْتَحَقَّ الْمَقْتَ وَالسَّخَطَ وَالغَضَبَ عَنْ عبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: (( قُلْتُ: يَا رَسولَ اللهِ أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ قَالَ: أنْ تَجْعَلَ للهِ نِدَّاً وَهُوَ خَلَقَكَ قُلْتُ: إنَّ ذَلِكَ لَعَظِيْمٌ ثٌمَّ أيٌّ قَالَ: أنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أنْ يَطْعَمَ معَكَ قُلْتُ ثُمْ أيٌّ قَالَ: أنْ تَزْنِيَ بِحَلِيْلَةِ جَارِكَ)) وَليَسَ اشَدَّ فِي الإسلامِ مِنَ الاعْتِدَاءِ عَلى الجَارِ، وَالإسَاءةِ إليهِ، وَالْمُتَسَلِّطِ علَيهِ بِأنْ تَسُدَّ عَلَيْهِ الرِّيْحَ وَالْهَوَاءَ أو تَمْنَعَ عَنْهُ النُّورَ والْمَاءَ، كُلُّ هَذَا خُلُقٌ لا يَنْبَغِي لِمُسْلِمٍ أنْ يَتَّصِفَ أوْ يَتَخَلَّقَ بِهِ، لِذَا نَجِدُ الرَّسُولَ قَدْ نَفَّرَ وَحَذَّرَ مِنْ إيْذَاءِ الجَارِ بِأيِّ نَوْعٍ مِنْ أنْوَاعِ الأذَى وَتَوَعَّدَ الذينَ يفعلونَ ذلكَ بِالعذابِ الأليمِ وأنَّهمْ يأتُونَ يَوْمَ القيامَةِ لا حَسَنَةَ لَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ، وَلا خُلُقْ لَهُمْ عِنْدَ خَالِقِهِمْ فَعَنْ أبِي هريرةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ:(( قالَ رَجُلٌ يا رَسولَ اللهِ إنَّ فُلانَةَ تُكْثِرُ مِنْ صلاتِهَا وصَدقَتِهَا وصِيامِهَا غَيْرَ أنَّهَا تُؤذِي جِيْرَانَهَا قَالَ: هِيَ في النار، قال: يَا رسولَ اللهِ فإنَّ فُلانَةً يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صيامِهَا وصَلاتِهَا وَأنَّهَا تَتَصَدَّقُ بِالأثْوَارِ مِنَ الأقْطِ وَلا تُؤذِي جِيْرَانَهَا قال: هيَ في الجَنَّةِ )) وَجاءَ في الأثَرِ (( أتَدْرُونَ مَا حَقُّ الجَارِ إنِ اسْتَعَانَ بِكَ أعَنْتَهُ وَإنِ اسْتَنْصَرَكَ نَصَرْتَهُ وإنِ اسْتَقْرَضَكَ أقْرَضْتَهُ، وَإنِ افْتَقَرَ عُدْتَ عَلَيْهِ ، وإنْ مَرِضَ عُدْتَهُ وإنْ مَاتَ تَبْعَتَ جَنَازَتَهُ، وَإنْ أصَابَهُ خَيْرٌ هَنَّأتَهُ، وَإنْ أصَابتْهُ مُصِيْبَةٌ عَزَّيْتَهُ، وَلا تَسْتَعْلِ عَلَيْهِ بِالبِنَاءِ فَتَحْجُبَ عَنْهُ الرِّيْحَ إلاَّ بإذْنِهِ وَلا تُؤذِهِ وَإنِ اشْتَرَيْتَ فَاكِهَةً فَأهْدِ لَهُ فَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأدْخِلْهَا سِرَّاً، وَلا تُؤذِهِ بِقَتَارِ قَدْرِكَ إلاَّ أنْ تَغْرِفَ لَهُ مِنْهَا)) عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ كَانَ السَّلفُ الصَّالحُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أسْرَعَ النَّاسِ اسْتِجَابَةً وعَمَلاً بهذا التوجيهِ الإلهيِّ وَالإرشْادِ النَّبويِّ فَكَانوا يَصِلُونَ جِيْرَانَهُم بِبِرِّهِمْ، وَيَمْنَعُونَ الأذى أنْ يَقعَ عليهمْ، قالَ مُجَاهِدٌ: (( كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وَغُلامٌ لَهُ يَسْلَخ ُشَاةً فقالَ: يا غُلامُ إذا سَلَخْتَ الْشَّاةَ فَأبْدَأ بِجَارِنَا اليَهُودِيِّ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ مِرَارَاً فَقالَ لَهُ لِمَ تَقُولُ هَذَا فَقَالَ: إنَّ رَسُولَ اللهِ eلمْ يَزَلْ يُوصِيْنَا بِالجَارِ حَتَّى خَشِيْنَا أنَّهُ سَيُورِّثَهُ )) وَبَلَغَ أحَدَ الصَّالِحِيْنَ أنَّ جَارَاً لَهُ يَبِيْعَ دَارَهُ فِي دَيْنٍ رَكِبَهُ وكَانَ يَجْلِسُ فِي ظِلِّ دَارِهِ فقالَ: ما قُمْتُ إذَاً بِحُرْمَةِ ظِلِّ دَارِهِ إنْ بَاعَهَا مُعْدَمَاً فَدَفَعَ إليهِ الثمنَ وَقالَ لا تَبِعْهَا. فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أنَّ الأدَبَ مَعَ الجِيْرَانِ أمْرَ بِهِ الإسْلامُ، وَحَثَّ عَلَيْهِ الْنَّبيُّ علَيْهِ الصَّلاةُ وَالْسَّلامُ، وأنَّ الجِوَارَ الصالحَ لهُ مَكَانَتُهُ عندَ العُقَلاءِ، فَهُمْ لا يَعْدِلُونَ بِهِ شيئاً، فَفِيْهِ أُنْسُ وَحْشَتِهِمْ، وَرَاحَةُ بِالِهِمْ، وَاسْتِقْرَارُ حَيَاتِهِمْ، وَبِهِ الأْمْنُ علَى كُلِّ مُرتَخَصٍ وَغَالٍ.أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.

0 التعليقات:

إرسال تعليق