السبت، 21 مارس 2015

السعي إلى إدراك المنى وبلوغ الآمال والظفر بالرغائب يغفل أو يتغافل فريق من الناس أن عاقبة هذا السعي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها المسلمون، في غمرة السعي إلى إدراك المنى وبلوغ الآمال والظفر بالرغائب يغفل أو يتغافل فريق من الناس أن عاقبة هذا السعي لن تكون وفق ما يأمُل على الدوام، ولذا فإنه حين يقع له بعض حرمانٍ مما يحب، وحين يُحال بينه وبين ما يشتهي تضيق عليه الأرض بما رحبت، وتضيق عليه نفسه, ويُزايله رشده فيُفضي به ذلك إلى التردي في وهدة الجحود لنعم الله السابغة ومننه السالفة، فيصبح ويمسي مثقلاً بالهموم, مضطرب النفس, لا يهنأ له عيش ولا تطيب له حال.
وإن الباعث على هذا ـ أيها الإخوة ـ هو الخطأ في معرفة حقيقة العطاء وحقيقة المنع, وتصور أنهما ضدان لا يجتمعان, ونقيضان لا يلتقيان.
من أجل ذلك كان للسلف رضوان الله عليهم في هذا الباب وقفات محكمات لبيان الحق والدلالة على الرشد والهداية إلى الصواب، فقد نقل الإمام سفيان الثوري رحمه الله عن بعض السلف قوله: "إن منع الله عبده من بعض محبوباته هو عطاءُ منه له؛ لأن الله تعالى لم يمنعه منها بخلا، وإنما منعه لطفاً"، يريد بذلك أن ما يمن الله به على عبده من عطاء لا يكون في صورةٍ واحدةٍ دائمةٍ لا تتبدل, وهي صورة الإنعام بألوان النعم التي يُحبها ويدأبُ في طلبها، وإنما يكون عطاؤه سبحانه إلى جانب ذلك أيضاً في صورة المنع والحجب لهذه المحبوبات؛ لأنه وهو الكريم الذي لا غاية لكرمه ولا منتهى لجوده وإحسانه, وهو الذي لا تعدل الدنيا عنده جناح بعوضة كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي في جامعه بإسناد صحيح عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء))(1)[1].
إنه سبحانه لم يكن ليمنع أحداً من خلقه شيئاً من الدنيا إلا لحكمةٍ بالغة وتقديرٍ عليم ومصالح قد تخفى على أكثر الناس، يدل لذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الترمذي في جامعه وابن حبان في صحيحه بإسناد صحيح عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله إذا أحبَّ عبداً حماه عن الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء))(2)[2]. وفي روايةٍ للحاكم في مستدركه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن وهو يُحبه, كما تَحْمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه))(3)[3].
ويشهد لهذا أيضاً كما قال العلامة الحافظ ابن رجب رحمه الله: "أن الله عز وجل حرَّم على عباده أشياء من فضول شهوات الدنيا وزينتها وبهجتها حيث لم يكونوا محتاجين إليه, وادَّخره لهم عنده في الآخرة، وقد وقعت الإشارة إلى هذا بقوله عز وجل: وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحياةِ الدُّنْيَا وَالأَخِرَةُ عِندَ رَبّكَ لِلْمُتَّقِينَ [الزخرف:33-35].
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة)) أخرجه الشيخان في صحيحهما(4)[4].
وفي الصحيحين أيضاً من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تلبسوا الحرير ولا الديباج, ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة, ولا تأكلوا في صحافها, فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة))(5)[5].
وأخرج الشيخان في صحيحهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة))(6)[6]. هذا مع أنه شتان بين خمرٍ لذةٍ للشاربين, لا يُصدعون عنها ولا يُنزفون, وتلك هي خمر الآخرة، وبين خمرةٍ هي ضغث من عمل الشيطان يريد أن يوقع بها العداوة والبغضاء بين المؤمنين, ويصدهم بها عن ذكر الله وعن الصلاة, وتلك هي خمر الدنيا.
وأخرج الإمام أحمد في كتاب الزهد بإسناده عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (لو لا أن تنقص حسناتي لخالطتكم في ليِّن عيشكم, لكني سمعت الله عيَّر قوماً فقال: أذهبتم طَيّبَاتِكُمْ فِى حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا).
وإن الواقع الذي يعيشه كل امرئٍ في حياته ليقيم الأدلة البينة والبراهين الواضحة على صحة وصدق هذا الذي نقله سفيان رحمه الله، فكم من مأملٍ ما لو بلغ أمله لكانت عاقبة أمره خُسرا, ونهاية سعيه حَسْرةً وندماً، وكم من حريصٍ على ما لو ظفِرَ بما أراد لأعقبه ظَفَرُه هزيمةٍ يجر أذيالها, ويتجرع مرارتها, ولذا وجه سبحانه الأنظار إلى حقيقة أن المرء كثيراً ما يُحب من حضوض الدنيا ما هو شرٌ له ووبال عليه, ويكره منها ما هو خيرٌ له وأجدرُ به فقال عز اسمه: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة:216].
ونهى سبحانه نبيه صلوات الله وسلامه عليه عن النظر إلى ما مُتع به المترفون ونظراؤهم من النعيم مبيناً له أنه زهرة ذابلة, ومتعة ذاوية, امتحنهم بها وقليل منهم الشكور, فقال تبارك وتعالى: وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْواجاً مّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحياةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى [طه:131].
وإذن فليس بدعاً ـ أيها الإخوة ـ أن يكون منعُ الله الإنسان من بعض محبوباته عطاءً منه له؛ لأنه منع حفظٍ وصيانةٍ وحماية, وليس منعَ حجب أو بُخلٍ أو حرمان.
وصدق الله إذ يقول: اعْلَمُواْ أَنَّمَا الْحياةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى الأَمْوالِ وَالأَوْلْادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِى الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مّنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحياةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد:20].

 فيا عباد الله، لقد بين أهل العلم أن الذم الوارد في الكتاب والسنة للدنيا ليس راجعاً إلى تمامها الذي هو الليل والنهار المتعاقبان إلى يوم القيامة، فإن الله جعلهما خلفةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً.
وعن عيسى عليه السلام أنه قال: ((إن هذا الليل والنهار خِزانتان فانظروا ما تضعون فيهما))(7)[1].
وليس الذم أيضاً راجعاً إلى مكان الدنيا الذي هو الأرض التي جعلها الله لبني آدم مِهاداً وسكنا, ولا إلى ما أودعه الله فيها من الجبال والبحار والأنهار والمعادن, ولا إلى ما أنبته فيها من الزُّروع والأشجار, ولا إلى ما بث فيها من الحيوان وغير ذلك، فإن ذلك كله من نعمة الله على عباده بما جعل لهم فيه من المنافع وما لهم به من اعتبار واستدلالٍ على وحدانية خالقه وقدرته وعظمته.
وإنما الذم الوارد لها راجع إلى أفعال بني آدم فيها؛ لأن غالب هذه الأفعال واقع على غير الوجه الذي تُحمد عاقبته, وتؤمن مغبته, وترجى منفعته.
فاتقوا الله عباد الله, وابتغوا فيما آتاكم الله الدار الآخرة, ولا تنسوا نصيبكم من الدنيا.

__________
(1) في الزهد, باب ما جاء في هوان الدنيا على الله (2320).
(2) أخرجه الترمذي في الطب, باب ما جاء في الحمية (2036), وابن حبان في صحيحه (الإحسان:2/443).
(3) المستدرك (4/231) وصحح إسناده.
(4) أخرجه البخاري في للباس, باب لبس الحرير...(5832), ومسلم في اللباس والزينة, باب تحريم استعمال إناء الذهب...(2073) من حديث أنس بن مالك.
(5) أخرجه البخاري في الأطعمة, باب الأكل في إناء مفضض (5426), ومسلم في اللباس والزينة, باب تحريم استعمال إناء الذهب...(2067).
(6) أخرجه البخاري في الأشربة, باب قوله تعالى: إنما الخمر والميسر... (5575), ومسلم في الأشربة, باب عقوبة من شرب الخمر (2003).
(7) أخرجه البيهقي في الزهد الكبير (2/295).
(1/2839)


حقيقة العطاء وحقيقة المنع

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.



أيها المسلمون، في غمرة السعي إلى إدراك المنى وبلوغ الآمال والظفر بالرغائب يغفل أو يتغافل فريق من الناس أن عاقبة هذا السعي لن تكون وفق ما يأمُل على الدوام، ولذا فإنه حين يقع له بعض حرمانٍ مما يحب، وحين يُحال بينه وبين ما يشتهي تضيق عليه الأرض بما رحبت، وتضيق عليه نفسه, ويُزايله رشده فيُفضي به ذلك إلى التردي في وهدة الجحود لنعم الله السابغة ومننه السالفة، فيصبح ويمسي مثقلاً بالهموم, مضطرب النفس, لا يهنأ له عيش ولا تطيب له حال.

وإن الباعث على هذا ـ أيها الإخوة ـ هو الخطأ في معرفة حقيقة العطاء وحقيقة المنع, وتصور أنهما ضدان لا يجتمعان, ونقيضان لا يلتقيان.

من أجل ذلك كان للسلف رضوان الله عليهم في هذا الباب وقفات محكمات لبيان الحق والدلالة على الرشد والهداية إلى الصواب، فقد نقل الإمام سفيان الثوري رحمه الله عن بعض السلف قوله: "إن منع الله عبده من بعض محبوباته هو عطاءُ منه له؛ لأن الله تعالى لم يمنعه منها بخلا، وإنما منعه لطفاً"، يريد بذلك أن ما يمن الله به على عبده من عطاء لا يكون في صورةٍ واحدةٍ دائمةٍ لا تتبدل, وهي صورة الإنعام بألوان النعم التي يُحبها ويدأبُ في طلبها، وإنما يكون عطاؤه سبحانه إلى جانب ذلك أيضاً في صورة المنع والحجب لهذه المحبوبات؛ لأنه وهو الكريم الذي لا غاية لكرمه ولا منتهى لجوده وإحسانه, وهو الذي لا تعدل الدنيا عنده جناح بعوضة كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي في جامعه بإسناد صحيح عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء))(1)[1].

إنه سبحانه لم يكن ليمنع أحداً من خلقه شيئاً من الدنيا إلا لحكمةٍ بالغة وتقديرٍ عليم ومصالح قد تخفى على أكثر الناس، يدل لذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الترمذي في جامعه وابن حبان في صحيحه بإسناد صحيح عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله إذا أحبَّ عبداً حماه عن الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء))(2)[2]. وفي روايةٍ للحاكم في مستدركه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن وهو يُحبه, كما تَحْمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه))(3)[3].

ويشهد لهذا أيضاً كما قال العلامة الحافظ ابن رجب رحمه الله: "أن الله عز وجل حرَّم على عباده أشياء من فضول شهوات الدنيا وزينتها وبهجتها حيث لم يكونوا محتاجين إليه, وادَّخره لهم عنده في الآخرة، وقد وقعت الإشارة إلى هذا بقوله عز وجل: وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحياةِ الدُّنْيَا وَالأَخِرَةُ عِندَ رَبّكَ لِلْمُتَّقِينَ [الزخرف:33-35].

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة)) أخرجه الشيخان في صحيحهما(4)[4].

وفي الصحيحين أيضاً من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تلبسوا الحرير ولا الديباج, ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة, ولا تأكلوا في صحافها, فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة))(5)[5].

وأخرج الشيخان في صحيحهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة))(6)[6]. هذا مع أنه شتان بين خمرٍ لذةٍ للشاربين, لا يُصدعون عنها ولا يُنزفون, وتلك هي خمر الآخرة، وبين خمرةٍ هي ضغث من عمل الشيطان يريد أن يوقع بها العداوة والبغضاء بين المؤمنين, ويصدهم بها عن ذكر الله وعن الصلاة, وتلك هي خمر الدنيا.

وأخرج الإمام أحمد في كتاب الزهد بإسناده عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (لو لا أن تنقص حسناتي لخالطتكم في ليِّن عيشكم, لكني سمعت الله عيَّر قوماً فقال: أذهبتم طَيّبَاتِكُمْ فِى حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا).

وإن الواقع الذي يعيشه كل امرئٍ في حياته ليقيم الأدلة البينة والبراهين الواضحة على صحة وصدق هذا الذي نقله سفيان رحمه الله، فكم من مأملٍ ما لو بلغ أمله لكانت عاقبة أمره خُسرا, ونهاية سعيه حَسْرةً وندماً، وكم من حريصٍ على ما لو ظفِرَ بما أراد لأعقبه ظَفَرُه هزيمةٍ يجر أذيالها, ويتجرع مرارتها, ولذا وجه سبحانه الأنظار إلى حقيقة أن المرء كثيراً ما يُحب من حضوض الدنيا ما هو شرٌ له ووبال عليه, ويكره منها ما هو خيرٌ له وأجدرُ به فقال عز اسمه: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة:216].

ونهى سبحانه نبيه صلوات الله وسلامه عليه عن النظر إلى ما مُتع به المترفون ونظراؤهم من النعيم مبيناً له أنه زهرة ذابلة, ومتعة ذاوية, امتحنهم بها وقليل منهم الشكور, فقال تبارك وتعالى: وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْواجاً مّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحياةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى [طه:131].

وإذن فليس بدعاً ـ أيها الإخوة ـ أن يكون منعُ الله الإنسان من بعض محبوباته عطاءً منه له؛ لأنه منع حفظٍ وصيانةٍ وحماية, وليس منعَ حجب أو بُخلٍ أو حرمان.

وصدق الله إذ يقول: اعْلَمُواْ أَنَّمَا الْحياةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى الأَمْوالِ وَالأَوْلْادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِى الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مّنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحياةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد:20].

 فيا عباد الله، لقد بين أهل العلم أن الذم الوارد في الكتاب والسنة للدنيا ليس راجعاً إلى تمامها الذي هو الليل والنهار المتعاقبان إلى يوم القيامة، فإن الله جعلهما خلفةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً.

وعن عيسى عليه السلام أنه قال: ((إن هذا الليل والنهار خِزانتان فانظروا ما تضعون فيهما))(7)[1].

وليس الذم أيضاً راجعاً إلى مكان الدنيا الذي هو الأرض التي جعلها الله لبني آدم مِهاداً وسكنا, ولا إلى ما أودعه الله فيها من الجبال والبحار والأنهار والمعادن, ولا إلى ما أنبته فيها من الزُّروع والأشجار, ولا إلى ما بث فيها من الحيوان وغير ذلك، فإن ذلك كله من نعمة الله على عباده بما جعل لهم فيه من المنافع وما لهم به من اعتبار واستدلالٍ على وحدانية خالقه وقدرته وعظمته.

وإنما الذم الوارد لها راجع إلى أفعال بني آدم فيها؛ لأن غالب هذه الأفعال واقع على غير الوجه الذي تُحمد عاقبته, وتؤمن مغبته, وترجى منفعته.

فاتقوا الله عباد الله, وابتغوا فيما آتاكم الله الدار الآخرة, ولا تنسوا نصيبكم من الدنيا.

__________

(1) في الزهد, باب ما جاء في هوان الدنيا على الله (2320).

(2) أخرجه الترمذي في الطب, باب ما جاء في الحمية (2036), وابن حبان في صحيحه (الإحسان:2/443).

(3) المستدرك (4/231) وصحح إسناده.

(4) أخرجه البخاري في اللباس, باب لبس الحرير... (5832), ومسلم في اللباس والزينة, باب تحريم استعمال إناء الذهب...(2073) من حديث أنس بن مالك.

(5) أخرجه البخاري في الأطعمة, باب الأكل في إناء مفضض (5426), ومسلم في اللباس والزينة, باب تحريم استعمال إناء الذهب...(2067).

(6) أخرجه البخاري في الأشربة, باب قوله تعالى: إنما الخمر والميسر... (5575), ومسلم في الأشربة, باب عقوبة من شرب الخمر (2003).

(7) أخرجه البيهقي في الزهد الكبير (2/295).

(1/2841)


لا أنفع للقلب من تجريد الإخلاص ولا أضر عليه من عدمه

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أيها المسلمون، القلوب لا تطمئن إلا بالله، وغنى العبد بطاعة ربه والإقبال عليه، ودين الحق هو تحقيق العبودية لله، وكثيراً ما يخالف النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد تحقيق عبوديتها لله، وإخلاص الأعمال لله أصل الدين، وبذلك أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالإخلاص في قوله: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدّينِ [الزمر: 2].

وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين أن عبادته قائمة على الإخلاص فقال له: قُلْ إِنّى أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدّينَ [الزمر:11].

وبذلك أمرت جميع الأمم قال جل وعلا: وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُواْ الصلاةَ وَيُؤْتُواْ الزكاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ [البينة:5].

وأحق الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة من كان أخلصهم لله, قال أبو هريرة رضي الله عنه : من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: ((من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه)) رواه البخاري(1)[1].

والإخلاص مانع بإذن الله من تسلط الشيطان على العبد, قال سبحانه عن إبليس: فَبِعِزَّتِكَ لأغوينهم أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [ص:82، 83].

والمخلص محفوظ بحفظ الله من العصيان والمكاره، قال سبحانه عن يوسف عليه السلام: كَذالِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوء وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24].

به رفعة الدرجات وطرق أبواب الخيرات يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((إنك لن تُخلف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة)) متفق عليه(2)[2].

وإذا قوي الإخلاص لله علت منزلة العبد عند ربه، يقول بكر المزني: "ما سبقنا أبو بكر الصديق بكثير صلاةٍ ولا صيام, ولكنه الإيمان وقر في قلبه والنصح لخلقه".

وهو سببٌ لتفريج الكروب, ولم ينجّ ذا النون سوى إخلاصه لمعبوده: لاَّ اله إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87].

المخلص لربه مجاب الدعوة, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((انطلق ثلاثة نفر مما كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه, فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال كل واحد منهم متوسلاً إلى الله بصالح عمله وإخلاصه: اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرّج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت فخرجوا يمشون)) متفق عليه(3)[3].

بتجريد الإخلاص تزول أحقاد القلوب وضغائن الصدور، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين)) رواه أحمد(4)[4].

والإخلاص شرطٌ في قبول توبة المنافق، قال عز وجل: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الاْسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:145، 146].

في الإخلاص طمأنينة القلب وشعورٌ بالسعادة وراحة من ذل الخلق، يقول الفضيل بن عياض رحمه الله: "من عرف الناس استراح" أي: أنهم لا ينفعونه ولا يضرونه.

وكل عمل لم يقصد به وجه الله طاقة مهدرة وسراب يضمحل، وصاحبه لا للدنيا جمع ولا للآخرة ارتفع، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً, وابتغي به وجهه)) رواه النسائي(5)[5].

وإخلاص العمل لله وخلوص النية له وصوابه أصل في قبول الطاعات يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (لا ينفع قول وعمل إلا بنية، ولا ينفع قولٌ وعملٌ ونية إلا بما وافق السنة)(6)[6].

والإخلاص أن تكون نيتك لله لا تريد غير الله، لا سمعة ولا رياء ولا رفعة عند أحد ولا تزلفاً ولا تترقب من الناس مدحًا ولا تخشى منهم قدحا، والله سبحانه غني حميد لا يرضى أن يشرك العبد معه غيره، فإن أبى العبد إلا ذلك رد الله عليه عمله، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي، قال الله عز وجل: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك, من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)) رواه مسلم(7)[7].

أيها المسلمون، العمل الصالح وإن كان كثيراً مع فساد النية يورد صاحبه المهالك، فقد أخبر الله عز وجل عن المنافقين أنهم يصلون وينفقون ويقاتلون، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنهم أنهم يتلون كتاب الله في قوله: ((ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر)) متفق عليه(8)[8].

ولفِقد صدقهم في إخلاصهم قال الله عنهم: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الاْسْفَلِ مِنَ النَّارِ [النساء:145]، ((وأول من تسعر بهم النار يوم القيامة قارئ القرآن والمجاهد والمتصدق بماله, الذين لم تكن أعمالهم خالصة لله، وإنما فعلوا ذلك ليقال فلانٌ قارئ، وفلان شجاع، وفلانٌ متصدق)) رواه مسلم(9)[9].

والعمل وإن كان يسيراً يتضاعف بحسن النية والصدق والإخلاص، ويكون سبباً في دخول الجنات, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق، فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين, لا يؤذيهم فأدخل الجنة)) رواه مسلم.

((وامرأة بغي رأت كلباً يطيف ببئر كاد يقتله العطش، فسقته بموقها ماءً فغفر الله لها)) متفق عليه(10)[10].

يقول عبد الله بن المبارك: "رب عملٍ صغيرٍ تعظمه النية، ورب عملٍ كبيرٍ تصغره النية"، قال ابن كثير رحمه الله في قوله: اللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء [البقرة:261] "أي: بحسب إخلاصه في عمله".

والواجب على العبد كثرة الصالحات مع إخلاص النيات، فكن سبّاقاً لكل عمل صالح، ولا تحقرن أي عملٍ تخلص نيتك فيه، فلا تعلم أي عملٍ يكون سبباً لدخولك الجنات، ولا تستخفن بأي معصية فقد تكون سبباً في دخولك النار، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((دخلت امرأة النار في هرةٍ حبستها، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)) متفق عليه(11)[11].

والله جل وعلا متصف بالحمد والكرم، وإذا أحسن العبد القصد ولم تتهيأ له أسباب العمل فإنه يؤجر على تلك النية وإن لم يعمل, كرماً من الله وفضلاً، يقول عليه الصلاة والسلام: ((من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء, وإن مات على فراشه)) رواه مسلم(12)[12]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي لا مال عنده وينوي الصدقة: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، قال: ((فهو بنيته)) رواه الترمذي(13)[13].

بل إن الهمّ بعمل صالح يؤجر عليه العبد وإن تخلف العمل، قال عليه الصلاة والسلام: ((من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة)) متفق عليه(14)[14].

والمسلم يجعل نيته صادقة في كل خير، يقول عمر رضي الله عنه: (أفضل الأعمال صدق النية فيما عند الله, فإن صدق العمل النية فذاك، وإن حيل بين العمل والنية فلك ما نويت، ومن سرّه أن يكمل له عمله فليحسن النية, فإن الله يؤجر العبد إذا حسنت نيته حتى بإطعام زوجته).

أيها المسلمون، إذا قوي الإخلاص وعظمت النية وأخفي العمل الصالح مما يشرع فيه الإخفاء قرب العبد من ربه وأظله تحت ظل عرشه، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ـ وذكر منها ـ: رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)) رواه مسلم(15)[15].

وكلما أخفي العمل كان أقرب إلى الإخلاص، قال جل وعلا: إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ [البقرة:271].

يقول بشر بن الحارث: "لا تعمل لتُذكر، أكتم الحسنة كما تكتم السيئة".

وفُضّلت نافلة الليل على نافلة النهار واستغفار السحر على غيره لأن ذلك أبلغ في الإسرار، وأقرب إلى الإخلاص.

وعلى العبد الصبر عن نقل الطاعة من ديوان السر إلى ديوان العلانية, وإذا أخلصت في العمل ثم أثنى عليك الخلق وأنت غير متطلع إلى مدحهم فليس هذا من الرياء، إنما الرياء أن تزين عملك من أجلهم. سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يعمل العمل من الخير يحمده الناس عليه، فقال: ((تلك عاجل بشرى المؤمن)) رواه مسلم(16)[16].

ومن كان يعمل صالحاً ثم اطلع الخلق على عمله فأحجم عن الاستمرار في تلك الطاعة ظناً منه أن فعله بحضرتهم رياء فذلك من حبائل الشيطان، فامضٍ على فعلك, يقول الفضيل ابن عياض: "ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما".

وبعض الناس يظن أن الإخلاص مقصور على الصلاة والصدقة والحج دون غيرها من الأوامر، ومن رحمة الله ورأفته بعباده أن الإخلاص يستصحب في جميع العبادات والمعاملات، ليُثاب العبد على جميع حركاته وسكناته, فزيارة الجار وصلة الرحم وبر الوالدين هي مع الإخلاص عبادة، وفي جانب المعاملات من الصدق في البيع والشراء وحسن عشرة الزوجة والاحتساب في إحسان تربية الأبناء كل ذلك مع الإخلاص يُجازى عليه بالإحسان، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى اللقمة تضعها في فيّ امرأتك)) متفق عليه(17)[17]، قال: شيخ الإسلام: "من عبد الله وأحسن إلى الناس فهذا قائم بحقوق الله وحق عباد الله في إخلاص الدين له، ومن طلب من العباد العوض ثناءً أو دعاءً أو غير ذلك لم يكن محسناً إليهم لله".

أيها المسلمون، الإخلاص عزيز والناس يتفاضلون فيه تفاضلاً كبيراً، ولدفع عوارضه من آفة الرياء والعجب بالعمل إلجأ إلى الله دوماً بالدعاء أن تكون من عباده المخلصين، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وكأن أكثر دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (اللهم اجعل عملي كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه شيئًا).

وأكثر من مطالعة أخبار أهل الصدق والإخلاص، واقرأ سير الصالحين الأسلاف، واحتقر كل عمل صالحًا تقدمه، وكن خائفًا من عدم قبوله أو حبوطه، فليس الشأن الإتيان بالطاعات فحسب, إنما الشأن في حفظها مما يبطلها.

ومن حفظ العمل عدم العجب وعدم الفخر به, فازهد في المدح والثناء فليس أحد ينفع مدحه وضر ذمه إلا الله, والموفق من لا يتأثر بثناء الناس وإذا سمع ثناءً لم يزده ذلك إلا تواضعًا وخشية من الله، وأيقن أن مدح الناس لك فتنة، فادع ربك أن ينجيك من تلك الفتنة، واستشعر عظمة الله وضعف المخلوقين وعجزهم وفقرهم، واستصحب دومًا أن الناس لا يملكون جنة ولا نارًا، وأنزل الناس منزلة أصحاب القبور في عدم جلب النفع لك ودفع الضر عنك، والنفوس تصلح بتذكر مصيرها، ومن أيقن أنه يوسد في اللحد فريدًا أدرك أنه لن ينفعه سوى إخلاصه مع ربه, وكان من دعاء السلف: "اللهم إنا نسألك العمل الصالح وحفظه".

أيها المسلمون، ثوب الرياء يشف ما تحته, يفسد الطاعة ويحبط الثواب، وهو من أقبح صفات أهل النفاق يُرَاءونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء:142], وهو من أشد الأبواب خفاءً, وصفه ابن عباس رضي الله عنهما بقوله: (أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل). قال الطيبي رحمه الله: "وهو من أضر غوائل النفس وبواطن مكائدها, يبتلى به المشمرون عن ساق الجد لسلوك طريق الآخرة".

والنبي خافه على أمته وحذرهم منه قال عليه الصلاة والسلام: ((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((الشرك الخفي، يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه)) رواه أحمد(18)[18].

قال في تيسير العزيز الحميد: "الرياء أخوف على الصالحين من فتنة الدجال".

المرائي مضطرب القلب مزعزع الفكر، لا يُخلص في عبوديته ومعاملته, يعمل لحظ نفسه تارة ولطلب الدنيا تارة ولطلب الرفعة والمنزلة عند الخلق تارة، المرائي يفضحه الله ويهتك ستره ويظهر خباياه، ضاعت آماله وخاب سعيه, وعومل بنقيض قصده, يقول النبي : ((من يسمّع يسمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به)) رواه مسلم(19)[19].

وإن أخفى المرائي كوامن نفسه وخفايا صدره أظهرها الله، يقول النبي : ((المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)) متفق عليه(20)[20].

فاخشى على أعمالك من الخسران، فالميزان يوم الحشر بمثاقيل الذر، المن والأذى يبطل البذل، والرياء يحبط العمل، وإرادة الدنيا وثناء الخلق متوعد فاعله بدخول النار.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا الهكُمْ اله وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا [الكهف:110].


أيها المسلمون، لا أنفع للقلب من تجريد الإخلاص ولا أضر عليه من عدمه، وكلما قوي إخلاص الدين لله كملت العبودية، ومن عرف الناس أنزلهم منازلهم, ومن عرف الله أخلص له أعماله، وكلما صحت العزيمة وعظمت الهمة طلب الإنسان معالي الأمور, ولم يلتفت إلى غير الله, ولم ينظر إلى ما سواه، وليس من الرشد طلب الآخرة بالرياء, وإياك أن تطلب بعملك محمدة الناس أو الطمع بما في أيديهم.

والإخلاص يحتاج إلى مجاهدة قبل العمل وأثناءه وبعده، وآفة العبد رضاه عن نفسه، ومن نظر إلى نفسه بعين الرضا فقد أهلكها، وأمارة الإخلاص استواء المدح والذم، والله يحب من عبده أن يجعل لسانه ناطقًا بالصدق وقلبه مملوء بالإخلاص وجوارحه مشغولة بالعبادة.

__________

(1) في العلم باب الحرص على الحديث (99).

(2) أخرجه البخاري في الجنائز باب رثاء النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص (1296)، ومسلم في الوصية باب الوصية بالثلث (1628).

(3) أخرجه البخاري في الإجارة باب: من استأجر أجيرًا فترك الأجير أجره... (2272)، ومسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب قصة أصحاب الغار الثلاثة (2743).

(4) أخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 183)، وصححه ابن حبان (الإحسان 1/ 270) من حديث زيد بن ثابت.

(5) في الجهاد باب من غزا يلتمس الأجر والذكر (3140)، وجود إسناده ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 16).

(6) أخرجه ابن أبي الدنيا بإسناد ضعيف، انظر: جامع العلوم والحكم (1/ 13) لابن رجب.

(7) في الزهد والرقائق باب من أشرك في عمله غير الله (2985) من حديث أبي هريرة.

(8) أخرجه البخاري في فضائل القرآن باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به (5059)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب فضيلة حفظ القرآن (797) من حديث أبي موسى الأشعري.

(9) في الإمارة باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار (1905) من حديث أبي هريرة.

(10) 10] أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب حديث الغار (3467)، ومسلم في السلام باب فضل سقي البهائم (2245) من حديث أبي هريرة.

(11) 11] أخرجه البخاري في بدء الخلق باب خمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم (3318)، ومسلم في البر والصلة والآداب باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان (2619)، من حديث أبي هريرة.

(12) 12] في الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى (1909) من حديث سهل بن حنيف.

(13) 13] في الزهد باب: ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر (2325) وقال: حسن صحيح، من حديث أبي كبشة الأنصاري.

(14) 14] أخرجه البخاري في الرقاق باب: من هم بحسنة أو بسيئة (6491)، ومسلم في الإيمان، باب إذا هم العبد بحسنة كتبت ، وإذا هم بسيئة (131) من حديث ابن عباس.

(15) 15] أخرجه البخاري في الزكاة، باب الصدقة باليمين (1423)، ومسلم في الزكاة باب فضل إخفاء الصدقة (1031) من حديث أبي هريرة.

(16) 16] في البر والصلة والآداب، باب إذا أثنى على الصالح... (2642) من حديث أبي ذر.

(17) 17] أخرجه البخاري في الوصايا، باب أن يترك ورثته أغنياء.... (2742) ومسلم في الوصية باب الوصية بالثلث (1628) من حديث سعد بن أبي وقاص.

(18) 18] أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 30)، وابن ماجه في الزهد باب الرياء والسمعة (4204) واللفظ له، وحسن إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 237) من حديث أبي سعيد الخدري.

(19) 19] في الزهد والرقائق باب من أشرك في عمله غير الله (2987) من حديث جندب العلقي.

(20) 20] أخرجه البخاري في النكاح، باب المتشبع بما لم ينل وما ينهى من افتخار (5219)، ومسلم في اللباس والزينة باب النهي عن التزوير في اللباس... (2129) من حديث عائشة.

(1/2842)


الجمعة، 20 مارس 2015

Malwarebytes Anti-Malware Premium 2.1.4.1018 + Key


Malwarebytes Anti-Malware Premium 2.1.4.1018 + Key

الوصف:

Malwarebytes Anti-Malware هو تطبيق مكافحة البرامج الضارة التي يمكن حتى إزالة البرمجيات الخبيثة الأكثر تقدما. Malwarebytes Anti-Malware لديها سجل حافل من حماية أجهزة الكمبيوتر عن طريق إزالة جميع أشكال البرمجيات الخبيثة، بما في ذلك الفيروسات، وأحصنة طروادة وبرامج التجسس، ادواري، والجذور الخفية. عندما يتعلق الأمر سلامة جهاز الكمبيوتر ، يوفر في نهاية المطاف الحماية من أحدث التكنولوجيا!

Malwarebytes Anti-Malware يكشف ويزيل البرامج الضارة للمحترفين حيث تفشل حتى أفضل مكافحة البرامج الضارة المضادة للفيروسات .

وحدة الحماية الاستباقية من برو اMalwarebytes يبقي النظام آمنة ومأمونة مع متقدمة تكنولوجيا المسح الضوئي والكشف عن مجريات الأمور.

اللغات المتاحة: الإنجليزية، الألبانية، العربية، البوسنية، البلغارية، الكاتالانية، الصينية المبسطة، الصينية التقليدية، الكرواتية، التشيكية، الدانمركية، الهولندية، الإستونية، الفنلندية، الفرنسية، الألمانية، اليونانية، العبرية، الهنغارية، الايطالية، Koraen، لاتفيا، المقدونية ، النرويجية، البولندية، البرتغالية، الرومانية، الروسية، الصربية، السلوفاكية، السلوفينية، الإسبانية، السويدية، التركية، الأوكرانية.







Description:
Malwarebytes Anti-Malware is an anti-malware application that can thoroughly remove even the most advanced malware. Malwarebytes products have a proven record of protecting computers by completely removing all forms of malware, including viruses, Trojans, spyware, adware and rootkits. When it comes to the safety of your computer, Malwarebytes provides the ultimate in protection from the cutting edge of technology! Malwarebytes technology takes the next step in the fight against malware. Malwarebytes Anti-Malware PRO detects and removes malware where even the best known anti-virus and anti-malware applications fail. Malwarebytes Anti-Malware PRO monitors every process and stops malicious processes before they even start.

The Proactive Protection Module of Malwarebytes Anti-Malware Pro keeps your system safe and secure with advanced heuristic scanning technology.


Features:
• Flash – Lightning fast scan speeds
• Thorough – Full scans for all drives
• Works Well With Others – Cooperative functionality
• Puts YOU first! – Priority database updates
• Puts Malware in the Slammer – Quarantine function holds threats and lets you restore at your convenience
• Talk to the hand – Ignore list for both the scanner and Protection Module
• For Your Pleasure – Customizable settings enhance performance
• Lock It Down – Password protect key program settings
• Chameleon – Gets Malwarebytes running when blocked
• Toolbox – Extra utilities to help remove malware manually
• Nitty Gritty – Command line support for quick scanning
• RPP, Yeah You Know Me – Realtime Proactive Protection Module
• Hablamos Everything! – Multi-lingual support (Klingon still in beta)

Malwarebytes advanced technology protects businesses from the constantly-evolving threat that malware poses to corporate systems. From data loss to network corruption, undetected malware can decrease revenue and wreak havoc on your network. Malwarebytes provides maximum protection while using minimal resources, to keep your system focused on your business.


Languages Available: English, Albanian, Arabic, Bosnian, Bulgarian, Catalan, Chinese Simplified, Chinese Traditional, Croatian, Czech, Danish, Dutch, Estonian, Finnish, French, German, Greek, Hebrew, Hungarian, Italian, Koraen, Latvian, Macedonian, Norwegian, Polish, Portuguese, Romanian, Russian, Serbian, Slovak, Slovenian, Spanish, Swedish, Turkish, Ukrainian.


What's New in This Release?
Improvements:
• Updated user interface design that showcases a much cleaner look and toned-down color scheme
• Improved scan flow so all scans now automatically check for and apply the latest database updates
• Simplified quarantine flow so only one action button is presented when threats are detected
• Several improvements to malware detection and remediation capabilities, including enhanced detection and removal of rootkits
• The Minimize button now minimizes the main program window to the taskbar instead of to the tray
• The default display timeout for notifications was changed to 3 seconds instead of 7 seconds
• The default value for “Show notification after successful update” is now set to “Off” for all scheduled updates
• Removed informational/marketing message from main dashboard view
• Removed support for Thai language due to quality issues with the translation
• Installation of a Consumer/Home version of Malwarebytes Anti-Malware over a Business version is now blocked

Issues Fixed:
• Admin users should no longer see a prompt to login as admin to perform a program upgrade
• Fixed issue where the web protection service (MWAC) was not restarting properly
• Fixed numerous issues with scheduled scans, including showing the correct date for “Next scheduled scan” on the dashboard
• Fixed issue where mbamscheduler was starting on boot when Malwarebytes Anti-Malware was set not to start with Windows
• Fixed issue where any non-English language selected during installation would not be applied after installation
• Fixed issue where Malwarebytes Anti-Malware did not always automatically update the database on installation
• Fixed an issue where the “Delay Protection at startup for 15 seconds” setting showed as enabled, but was actually disabled. (We recommend reviewing this option to ensure it is configured as you intended.)
• Fixed issue where “Error Code 6″ displayed at the end of scans
• Fixed issue on Windows XP where scheduled scans on reboot would not start if the “Enable self-protection module” was checked
• Malwarebytes Anti-Malware now honors self-protection settings detected from a previous installation
• Fixed issue where context menu scan was not honoring user selection under detection and protection setting
• Several issues with notifications were fixed
• Several enhancements were made to the user interface to address accessibility issues
• Several UI and user experience enhancements implemented


Requirements:
OS: Windows XP, Vista, Windows 7, Windows 8, Windows 8.1 (32-bit and 64-bit).

HomePage - http://www.malwarebytes.org


Install Notes:


    ==> DisConnect the Internet
    ==> Install the Program
    ==> Use One of the Given "ID with their Key" to Activate the App
    ==> Enjoy


ID: 5HN88
Key: 4T8U-U4LR-545J-9UAT

ID: 1UH26
Key: BH08-B6TL-8NCH-4T4A

ID: 7MP64
Key: QQHD-UJK1-VE6D-NBDJ

ID: 5IP53
Key: 6KJR-2YU6-43F5-M973

ID: 7GS19
Key: 2NU1-7CB9-N8J9-1DPR

ID: 6RG48
Key: Y898-2CK2-Q66A-6MQU

ID: 3JQ81
Key: TJH9-4LCQ-AR1Y-LM4H

ID: 3AL21
Key: 7V84-AYFJ-7VF6-GFNB

ID: 5JR24
Key: M1RU-NR9M-H73R-6JBB

ID: 9RG62
Key: 03L0-MPX9-2643-PGJB

ID: 9RB21
Key: MUCU-PPLW-82MK-EYVR

ID: 6TA19
Key: V608-FCM0-DRCX-BRFQ

ID: 3GO26
Key: C55D-2HL4-R6AX-L2TN

ID: 1OG11
Key: TCJL-53KF-8259-3DC2

ID: 2BW69
Key: MMD8-5L3C-UU4D-1D0L

ID: 6DP28
Key: H6N0-05MP-R5X7-5T78

ID: 2WI83
Key: DJPY-QQHF-2Q4N-1AQG

ID: 2UU49
Key: XA1Q-NMAK-7H0P-4HD0

ID: 5GT11
Key: HAUM-W6AK-HPNN-N86Q

ID: 8VI94
Key: FEEH-XN2C-RNT8-1K19

ID: 7HA13
Key: 24DE-42F9-LLY9-DNE0

ID: 3PH39
Key: 5C2L-8384-6PXP-MCK0

ID: 6GU99
Key: 4BUT-3MCE-0EQ4-3P46

ID: 3PV22
Key: NT21-2VCF-48BM-877Y

ID: 5IB67
Key: 6RTT-FWYE-T9E5-HKEH

ID: 5KX24
Key: DEJW-29YU-7NB0-74Y1         





 

لتحميل البرنامج

http://www.gulfup.com/?PRmXZB

الخميس، 19 مارس 2015

Internet Download Manager (IDM) v6.23 Build 8 + Crack -Patch


Internet Download Manager (IDM) v6.23 Build 8 + Crack -Patch


Internet Download Manager (IDM) v6.23 Build 8 + Crack -Patch

Internet Download Manager (IDM) ) هي أداة لزيادة سرعات تحميل الملفات بنسبة تصل إلى 5 مرات، واستئناف الجدول الزمني التنزيلات.


 خطأ انتعاش شامل واستئناف القدرة استئناف كسر التحميل أو تعطل بسبب الصلات المفقودة، مشاكل شبكة، إغلاق الكمبيوتر، أو انقطاع التيار الكهربائي الغير متوقعة.  و اجهة المستخدم الرسومية بسيطة سهلة الاستعمال وسهلة لمستخدمى الأنترنت




Internet Download Manager تدعم خوادم بروكسي، وبروتوكول نقل الملفات والمتشعب البروتوكولات، الجدران النارية، والموجهات، الكوكيز،  MP3 السمعية و MPEG تجهيز محتوى الفيديو. IDM يدمج بسهولة في مايكروسوفت إنترنت إكسبلورر، ونتسكيب، وإكسبلورر MSN، AOL، اوبرا، موزيلا، وموزيلا فايرفوكس، وموزيلا Firebird، متصفح أفانت، MyIE2، وجميع المتصفحات الشعبية الأخرى لمعالجة برامجك آليا. كما يمكنك سحب وإسقاط الملفات، أو استخدام الانترنت مدير تنزيل من سطر الأوامر.



وتشمل الميزات الأخرى دعما متعدد اللغات



النسخة 6.23 تتوافق مع Windows 10 ، ويضيف دي إم وحة التحميل  التي يمكن استخدامها لتحميل ملفات الفيديو فلاش من مواقع مثل MySpaceTV، وغيرها. ويتميز أيضا الدعم الكامل ويندوز 8.1 (ويندوز 8، ويندوز 7 وفيستا)، الإصدار الجديد يضيف أيضا تحسين التكامل لشركة آي إي 11 و IE مقرها المتصفحات، وتعزيز إعادة تصميم محرك التحميل، وتكامل فريدة متقدمة في جميع برامج التصفح الاخرة، وتحسين شريط الأدوات، وثروة من التحسينات الأخرى والميزات الجديدة.




Internet Download Manager (IDM) v6.23 Build 8 + Crack -Patch

Description:
Internet Download Manager 6.23 (IDM) is a reliabe and very useful tool with safe multipart downloading technology to accelerate from internet your downloads such a video, music, games, documents and other important stuff for you files. IDM has a smart download logic accelerator and increases download speeds by up to 5 times, resumes and schedules downloads. Comprehensive error recovery and resume capability will restart broken or interrupted downloads due to lost connections, network problems, computer shutdowns, or unexpected power outages. Simple graphic user interface makes Internet Download Manager user friendly and easy to use. Unlike other download managers and accelerators, IDM segments downloaded files dynamically during download process and reuses available connections without additional connect and login stages to achieve best acceleration performance.


Features:
• Internet Download Manager supports all popular browsers including Microsoft Internet Explorer, Netscape, MSN Explorer, AOL, Opera, Mozilla Firefox, Avant Browser, and it can be integrated into any Internet application to take over downloads using unique “Advanced Browser Integration” feature.
• Dynamic Segmentation and Performance.
• Easy downloading with one click. When you click on a download link in a browser, IDM will take over the download and accelerate it. IDM supports HTTP, FTP, HTTPS and MMS protocols.
• Download Speed Acceleration. IDM can accelerate downloads by up to 5 times due to its intelligent dynamic file segmentation technology.
• Download Resume. Internet Download Manager will resume unfinished download from the place where they left off.
• YouTube grabber. IDM can grab FLV videos from popular sites like YouTube, MySpaceTV, and Google Video.
• Drag and Drop. You may simply drag and drop links to IDM, and drag and drop downloaded files out of Internet Download Manager.
• Automatic Antivirus checking. Antivirus checking makes your downloads free from viruses and trojans.
• Advanced Browser Integration. When enabled, the feature can be used to catch any download from any application.
• Built-in Scheduler. IDM can connect to the Internet at a set time, download the files you want, disconnect, or shut down your computer when it’s done.
• IDM includes web site spider and grabber. IDM downloads all required files that are specified with filters from web sites, for example all pictures from a web site, or subsets of web sites, or complete web sites for offline browsing. It’s possible to schedule multiple grabber projects to run them once at a specified time, stop them at a specified time, or run periodically to synchronize changes.
• IDM supports many types of proxy servers. For example, IDM works with Microsoft ISA, and FTP proxy servers.
• IDM supports main authentication protocols: Basic, Negotiate, NTLM, and Keberos. Thus IDM can access many Internet and proxy servers using login name and password.
• Download All feature. IDM can add all downloads linked to the current page. It’s easy to download multiple files with this feature.
• Download Categories. IDM can be used to organize downloads automatically using defined download categories.
• Download limits. Progressive downloading with quotas feature. The feature is useful for connections that use some kind of fair access policy (or FAP) like Direcway, Direct PC, Hughes, etc.
• Internet Download Manager is multilingual.


What's New in This Release?
* Fixed problems with video/audio recognition for several types of web sites
* Fixed compatibility problems of Google Chrome extension with several applications


Requirements:
OS: Windows All

 

   

لتحميل البرنامج

http://www.gulfup.com/?PRmXZB

الأربعاء، 18 مارس 2015

Internet Download Manager (IDM) 6.23 Build 7 + Crack@Patch


Internet Download Manager (IDM) 6.23 Build 7 + Crack@Patch

Internet Download Manager (IDM) 6.23 Build 7 + Crack@Patch

Internet Download Manager (IDM) ) هي أداة لزيادة سرعات تحميل الملفات بنسبة تصل إلى 5 مرات، واستئناف الجدول الزمني التنزيلات.

 خطأ انتعاش شامل واستئناف القدرة استئناف كسر التحميل أو تعطل بسبب الصلات المفقودة، مشاكل شبكة، إغلاق الكمبيوتر، أو انقطاع التيار الكهربائي الغير متوقعة.  و اجهة المستخدم الرسومية بسيطة سهلة الاستعمال وسهلة لمستخدمى الأنترنت

Internet Download Manager تدعم خوادم بروكسي، وبروتوكول نقل الملفات والمتشعب البروتوكولات، الجدران النارية، والموجهات، الكوكيز،  MP3 السمعية و MPEG تجهيز محتوى الفيديو. IDM يدمج بسهولة في مايكروسوفت إنترنت إكسبلورر، ونتسكيب، وإكسبلورر MSN، AOL، اوبرا، موزيلا، وموزيلا فايرفوكس، وموزيلا Firebird، متصفح أفانت، MyIE2، وجميع المتصفحات الشعبية الأخرى لمعالجة برامجك آليا. كما يمكنك سحب وإسقاط الملفات، أو استخدام الانترنت مدير تنزيل من سطر الأوامر.

وتشمل الميزات الأخرى دعما متعدد اللغات

النسخة 6.23 تتوافق مع Windows 10 ، ويضيف دي إم وحة التحميل  التي يمكن استخدامها لتحميل ملفات الفيديو فلاش من مواقع مثل MySpaceTV، وغيرها. ويتميز أيضا الدعم الكامل ويندوز 8.1 (ويندوز 8، ويندوز 7 وفيستا)، الإصدار الجديد يضيف أيضا تحسين التكامل لشركة آي إي 11 و IE مقرها المتصفحات، وتعزيز إعادة تصميم محرك التحميل، وتكامل فريدة متقدمة في جميع برامج التصفح الاخرة، وتحسين شريط الأدوات، وثروة من التحسينات الأخرى والميزات الجديدة.



Internet Download Manager (IDM) 6.23 Build 7 + Crack


Description:
Internet Download Manager 6.23 (IDM) is a reliabe and very useful tool with safe multipart downloading technology to accelerate from internet your downloads such a video, music, games, documents and other important stuff for you files. IDM has a smart download logic accelerator and increases download speeds by up to 5 times, resumes and schedules downloads. Comprehensive error recovery and resume capability will restart broken or interrupted downloads due to lost connections, network problems, computer shutdowns, or unexpected power outages. Simple graphic user interface makes Internet Download Manager user friendly and easy to use. Unlike other download managers and accelerators, IDM segments downloaded files dynamically during download process and reuses available connections without additional connect and login stages to achieve best acceleration performance.


Features:
• Internet Download Manager supports all popular browsers including Microsoft Internet Explorer, Netscape, MSN Explorer, AOL, Opera, Mozilla Firefox, Avant Browser, and it can be integrated into any Internet application to take over downloads using unique “Advanced Browser Integration” feature.
• Dynamic Segmentation and Performance.
• Easy downloading with one click. When you click on a download link in a browser, IDM will take over the download and accelerate it. IDM supports HTTP, FTP, HTTPS and MMS protocols.
• Download Speed Acceleration. IDM can accelerate downloads by up to 5 times due to its intelligent dynamic file segmentation technology.
• Download Resume. Internet Download Manager will resume unfinished download from the place where they left off.
• YouTube grabber. IDM can grab FLV videos from popular sites like YouTube, MySpaceTV, and Google Video.
• Drag and Drop. You may simply drag and drop links to IDM, and drag and drop downloaded files out of Internet Download Manager.
• Automatic Antivirus checking. Antivirus checking makes your downloads free from viruses and trojans.
• Advanced Browser Integration. When enabled, the feature can be used to catch any download from any application.
• Built-in Scheduler. IDM can connect to the Internet at a set time, download the files you want, disconnect, or shut down your computer when it’s done.
• IDM includes web site spider and grabber. IDM downloads all required files that are specified with filters from web sites, for example all pictures from a web site, or subsets of web sites, or complete web sites for offline browsing. It’s possible to schedule multiple grabber projects to run them once at a specified time, stop them at a specified time, or run periodically to synchronize changes.
• IDM supports many types of proxy servers. For example, IDM works with Microsoft ISA, and FTP proxy servers.
• IDM supports main authentication protocols: Basic, Negotiate, NTLM, and Keberos. Thus IDM can access many Internet and proxy servers using login name and password.
• Download All feature. IDM can add all downloads linked to the current page. It’s easy to download multiple files with this feature.
• Download Categories. IDM can be used to organize downloads automatically using defined download categories.
• Download limits. Progressive downloading with quotas feature. The feature is useful for connections that use some kind of fair access policy (or FAP) like Direcway, Direct PC, Hughes, etc.
• Internet Download Manager is multilingual.


What's New in This Release?
* Fixed problems with video/audio recognition for several types of web sites
* Fixed compatibility problems of Google Chrome extension with several applications


Requirements:
OS: Windows All

 

   

لتحميل البرنامج

http://www.gulfup.com/?PRmXZB