الأحد، 29 مارس 2015

تعظيمُ الرّغبةِ إلى الله في قضاءِ الحاجاتِ الدنيويّة والأخرويّة


الحمدُ لله ربِّ العالمين، الرّحمن الرّحيم، أحمده سبحانه وأشكره على فضلِه العميم، وأشهد أن لا إله إلا الله القويّ المتين، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيّدنا محمّدًا عبده ورسوله الأمين، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولِك محمّد، وعلى آله وصحبِه أجمعين.

 اعلَموا أنّه لا يكون شيءٌ في الأرض ولا في السّماء إلا بقضاءٍ من الله وقدَر، ولا يحدُث أمرٌ محبوب أو مكروه إلا بمشيئةِ الله وخلقِه، قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ [القمر:49، 50].

فاللهُ هو الذي يدبِّر الأمور، وهو العليم بذاتِ الصّدور، قال الله تعالى: اللَّهُ الَّذِى رَفَعَ السَّمَاواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِى لأجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبّرُ الأَمْرَ يُفَصّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاء رَبّكُمْ تُوقِنُونَ [الرعد:2].

جعَل للسّعادةِ أسبابًا، وجعل للشّقاء أسبابًا، ورتّب المسبّبات على أسبابِها، فخلقَ الأسبابَ، وخلقَ آثارَ الأسباب، ولا يحكُم مشيئتَه وإرادتَه شيء، فلو شاء لخلَق وأوجدَ الشّيءَ بلا سبَب، قال تعالى: فَعَّالٌ لّمَا يُرِيدُ [البروج:16]، وقال تعالى: أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54].

والدّعاءُ أكرَم شيءٍ على الله، شرَعه الله لحصول الخَير ودفعِ الشر، فالدّعاءُ سببٌ عظيم للفوز بالخيرات والبركات، وسببٌ لدفعِ المكروهات والشرِّ والكربات، وفي الحديث: ((لا يُنجي حذرٌ من قدَر، والدّعاء ينفع ممَّا نزل وممَّا لم ينزل))(1)[1].

والدّعاءُ مِن القدَر والأسبابِ النّافعة الجالِبة لكلِّ خَير والدّافعة لكلّ شرّ، وقد أمَر الله عبادَه بالدّعاء في آياتٍ كثيرة، قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ [غافر:60].

وحقيقةُ الدّعاءِ تعظيمُ الرّغبةِ إلى الله في قضاءِ الحاجاتِ الدنيويّة والأخرويّة، وكشفِ الكربات ودفعِ الشّرور والمكروهات الدنيويّة والأخرويّة.

والدّعاءُ تتحقَّق به عبادةُ ربِّ العالمين؛ لأنَّه يتضمَّن تعلّقَ القلبِ بالله تعالى، والإخلاصَ له، وعدمَ الالتفات إلى غَير الله عزّ وجلّ في جلبِ النّفع ودفع الضرّ، ويتضمَّن الدعاءُ اليقينَ بأنّ اللهَ قدير لا يُعجزه شيء، عليمٌ لا يخفى عليه شيء، رحمَن رحيم، حيّ قيّوم، جوَاد كريم، محسِن ذو المعروف أبدًا، لا يُحَدُّ جودُه وكرمُه، ولا ينتهي إحسانُه ومعروفه، ولا تنفَد خزائن بركاتِه. فلأجلِ هذه الصفات العظيمة ونحوها يُرجى سبحانه ويُدعَى، ويسأله من في السّموات والأرض حاجاتِهم باختلافِ لغاتِهم.

ويتضمَّن الدّعاءُ افتقارَ العبدِ وشدّةَ اضطرارِه إلى ربّه، وهذه المعَاني العظيمةُ هي حقيقةُ العِبادة.

فمَا أعظمَ شأنَ الدّعاء، وما أجَلَّ آثارَه، ولِهذا جاءَ في فضل الدّعاء ما رواه أبو داود والترمذيّ من حديث النّعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبيّ قال: ((الدّعاءُ هو العِبادة)) قال الترمذي: "حديث حسن صحيح"(2)[2]، وعن أنس رضي الله عنه عن النبيّ قال: ((الدّعاء مخُّ العِبادة)) رواه الترمذيّ(3)[3]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ قال: ((ليسَ شيءٌ أكرَم على الله مِن الدّعاء)) رواه الترمذيّ وابن ماجه والحاكِم(4)[4].

ولمّا كان الدّعاءُ هو العِبادة فإنّه لا يكون إلا لله وحدَه، فلا يُدعَى من دون الله ملكٌ مقرَّب، ولا نبيّ مرسَل، ولا وليّ ولا جنّيّ، قال الله تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، وقال تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ الها ءاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقّ وَلاَ يَزْنُونَ [الفرقان:68]، ومن دعَا مخلوقًا من دون الله نبيًّا أو ملكًا أو وليًّا أو جنّيًّا أو ضريحًا ونحوَه فقد وقَع في الشّرك الأكبر، قال الله تعالى: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهَا ءاخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117]، وقال تبارك وتعالى: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مّنَ الظَّالِمِينَ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [يونس:106، 107]، وقال تَبارك وتعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلاَء إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ [سبأ:40، 41]، وقال تبارك وتعالى: لَهُ دَعْوَةُ الْحَقّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَىْء إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِى ضَلَالٍ [الرعد:14].

 المسلمُ في كلِّ ساعةٍ وفي كلّ وقتٍ مضطرّ إلى الدّعاء لحصولِ خيرٍ ينفعُه في الدّنيا والآخرة، ولدفع شرّ ومكروه يضرّه في الدّنيا والآخرة، فمَن وُفّق للدّعاء فقد فتح الله له بابَ خيرٍ عظيم، فليلزمْه، وليسألِ المسلمُ ربَّه كلَّ حاجةٍ له، صغيرةً أو كبيرة، كما قال النبيّ : ((ليسألْ أحدُكم ربَّه حاجتَه حتّى شسعَ نعلِه))(5)[5].

ولو تفكَّر المسلمُ في كلّ نعمَة وحاجةٍ صغيرةٍ أو كبيرة لعلِمَ يقينًا أنّه لا قدرةَ له على إيجادها والانتفاعِ بها لولا أنَّ الله أوجدَها وساقها إليه بقدرتِه ومنِّه وكرمه، ومَن هوَّن شأنَ الدّعاء فقد بخَس نفسَه حظَّها من خيرٍ عظيم، وأصابَه من الشرّ بقدر ما زهد في هذه العبادة.

واعلَم ـ أيّها المسلم ـ أنَّ الإجابةَ مَع الدّعاء، سواء كانت عاجلةً أو آجِلة، قال عمر رضي الله عنه: (إنّي لا أحمل همَّ الإجابة، وإنّما أحمِل همّ الدّعاء، فإذا ألهِمتُ الدّعاءَ فالإجابة معه)(6)[6]، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله قال: ((مَا على الأرضِ مسلمٌ يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إيّاها، أو صرف عنه من السّوء مثلَها، ما لم يدعُ بإثم أو قطيعةِ رحِم))، فقال رجل من القوم: إذًا نكثِر، قال: ((الله أكثَر)) رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح"(7)[7]، ورواه الحاكم من رواية أبي سعيد وزاد فيه: ((أو يدَّخِر له من مثلِها))(8)[8] يعني في الآخرة.

واعلَم ـ أيّها المسلم ـ أنَّ الدّعاء عبادة عظيمَة.

أيّها المسلم، كُن دائمًا ملازمًا للدّعاء، متعلّقًا قلبك بالله تعالى، وارغَب إلى الله عزّ وجلّ لقضاءِ حاجاتِك كلّها؛ فإنّه على كلِّ شيء قدير، إذا أراد شيئًا خلقَ أسبابَه، أو أوجدَه بقدرتِه ومشيئتِه. وأشرِك ـ أيّها المسلم ـ في دعائك الإسلامَ والمسلمين بالدّعوة الصالحة، أئمّتَهم وعامَّتهم، بأن يعزَّ الله الإسلامَ وأهلَه في كلّ مكان، ويحفظَ الإسلامَ وأهلَه في كلّ مكان، ويخذلَ أعداءَ الإسلام، ويكفَّ شرَّهم، ويبطِل كيدَهم ومكرَهم، لا سيّما في هذا العصر الذي تعدّدت فيه مصائبُ المسلمين، وكثرَت همومهم وغُمومُهم، ووصلوا إلى حالةٍ لا يقدِر أن ينجيَهم إلا الله، اقتداءً برسولِ الله حيث أمره الله تعالى بقوله: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ اله إِلاَ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [محمّد:19]، وفي الحديث: ((من لم يهتمَّ بأمرِ المسلمين فليسَ منهم))(9)[9].

قال الله تعالى: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى الأرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مّنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:55، 56].




 إنَّ دعاءَ المسلم بإخلاصٍ وتوجُّهِ قلبٍ أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ، والله يقول في كتابه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، وقال تعالى: فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14].

ويُستحَبّ للمسلم أن يتخَيَّر جوامعَ الدّعاء، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يستحِبّ الجوامعَ من الدّعاء، ويدَع ما سِوى ذلك. رواه أبو داود بإسناد جيّد(10)[1].

وليحرِصِ المسلم على حِفظ دعاءِ رسول الله بقدر استطاعتِه، فقد شرع عليه الصلاة والسلام لكلِّ حالٍ دعاءً وذكرًا.

ويستحَبّ أن يُقدِّم بين يدَي دعائه عملا صالحًا، ويُثني على الله ببعضِ ما أثنى به على نفسه، ويصلّي على نبيّه محمّدٍ ؛ لأنّ الدّعاءَ معلّقٌ بين السّماء والأرض حتّى يصلَّى عليه، فصلوات الله وسلامه عليه، ويتوسّل إلى الله بأسمائِه الحسنى، وبالاسم الذي يناسِب حاجتَه من أسماءِ الله الحسنى، كقوله تعالى: وَقُل رَّبّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ الرحِمِينَ [المؤمنون:118]، وكقولِه تعالى: وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [المائدة:114].

ويستحَبّ أن يتَحيّن أوقاتَ الإجابة مثل ثلث الليل الآخر، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول الغيث، وأدبار الصلوات، وعندَ رؤيةِ البيت العتيق، وآخر ساعة من الجمعة.

 إنَّ الله أمرَكم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، وقد قال : ((مَن صلّى عليَّ صلاةً واحدةً صلّى الله عليه بِها عشرًا))(11)[2].

فصلّوا وسلِّموا على سيّد الأولين والآخرين وإمَام المرسلين.

اللهمَّ صلِّ على محمّد وعلى آله محمّد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم...

__________

(1) أخرجه أحمد (5/234)، والطبراني في الكبير (20/201) من طريق إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن معاذ رضي الله عنه. قال الهيثمي في المجمع (10/146): "شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة"، وهذا منها. وله شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها عند البزار (2165- كشف الأستار)، والطبراني في الدعاء (133)، والحاكم (1/492)، قال الهيثمي في المجمع (10/146): "وفيه زكريا بن منظور، وثقه أحمد بن صالح المصري وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات"، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1014). وله شاهد ثان من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند الترمذي في الدعوات (3548)، وفي إسناده عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو متفق على ضعفه، قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو ضعيف في الحديث، ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه". وله شواهد أخر في سند كلّ منها مقال.

(2) سنن أبي داود: كتاب الصلاة، باب: الدعاء (1479)، وسنن الترمذي: كتاب التفسير (2969)، وأخرجه أيضا أحمد (4/267)، وابن ماجه في الدعاء، باب: فضل الدعاء (3828)، قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وجوّد إسناده ابن حجر في الفتح (1/49)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (1312).

(3) سنن الترمذي: كتاب الدعوات (3371)، وقال: "حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة"، وضعفه الألباني في أحكام الجنائز (ص247) ثم قال: "لكن معناه صحيح بدليل حديث النعمان".

(4) أخرجه أحمد (2/362)، والترمذي في الدعوات، باب: ما جاء في فضل الدعاء (3370)، وابن ماجه في الدعاء، باب: فضل الدعاء (3829)، والطبراني في الأوسط (2544، 3718)، قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث عمران القطان"، وصححه ابن حبان (870)، والحاكم (1/490)، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3087).

(5) أخرجه الترمذي في آخر الدعوات (3612 – المستدرك في آخر الكتاب)، والطبراني في الدعاء (25)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/289) من طريق قطن بن نسير الصيرفي، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وصححه ابن حبان (866)، وقال الترمذي: "هذا حديث غريب، وروى غير واحد هذا الحديث عن جعفر بن سليمان، عن ثابت البناني، عن النبي ، ولم يذكروا فيه عن أنس". ثم أورده من طريق صالح بن عبد الله، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن النبي ، وقال: "هذا أصح من حديث قطن، عن جعفر بن سليمان". ورواه البزار في مسنده (3135) عن سليمان بن عبد الله الفيلاني، عن سيار بن حاتم، عن جعفر، عن ثابت، عن أنس، عن النبي ثم قال: "لم يروه عن ثابت سوى جعفر". وذكره الهيثمي في المجمع (10/150) وقال: "رجاله رجال الصحيح، غير سيار بن حاتم وهو ثقة"، وحسنه الحافظ ابن حجر في زوائد البزار، وانظر: السلسلة الضعيفة (1362).

(6) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (2/706).

(7) أخرجه الترمذي في الدعوات، باب: انتظار الفرج وغير ذلك (3573)، والطبراني في الأوسط (147)، قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه"، وصححه المقدسي في المختارة (317)، وأورده الألباني في صحيح سنن الترمذي (2827).

(8) مستدرك الحاكم (1/493)، وأخرجها أيضا أحمد (3/18).

(9) أخرجه الحاكم (4/320) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وفي سنده إسحاق بن بشر ومقاتل بن سليمان، قال الذهبي في التلخيص: "ليسا بثقتين ولا صادقين". وأخرجه البيهقي في الشعب (7/361) من حديث أنس رضي الله عنه وضعفه. وأخرجه الطبراني في الصغير (ص188) من حديث حذيفة رضي الله عنه، وفي سنده جعفر بن أبي عبد الله، هو وأبوه ضعيفان. وعزاه الهيثمي في المجمع (10/248) إلى الطبراني من حديث أبي ذر رضي الله عنه وقال: "فيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك". وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (309، 310، 311، 312).

(10) أخرجه أحمد (6/148)، وأبو داود في الصلاة، باب: الدعاء (1482)، والطيالسي (1491)، والبيهقي في الدعوات (276). وصححه ابن حبان (867)، والحاكم (1/539)، والألباني في صحيح سنن أبي داود (1315).

(11) أخرجه مسلم في الصلاة، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (408) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(1/2797)


0 التعليقات:

إرسال تعليق