الاثنين، 9 مارس 2015

العودة إلى تعاليم الإسلام


االحمد لله الذي لا تدركه الأبصار، ولا تحويه الأفكار،

ولا يكفيه الليل والنهار، ونشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه، ولا

مناوئ له في علو شانه، العزيز الذي لا يظلِم ولا يذل،

والقوي فكل ما سواه زائل مضمحل، يقبل تائباً، ويعطي

محروماً، ويغيث ملهوفاً، ويفقر غنياً، ويغني فقيراً،

ويقصم جباراً، ويهلك ظالماً، ويرفع أقواماً، ويهلك

آخرين.
ونشهد أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا ومخرجنا من الظلمات

إلى النور محمد رسول الله، صلاة ربي وتسليماته عليك

أيها النبي الأمي، الذي إذا علّم فهو أستاذ المعلمين،

والذي بعث الأمل في قلوب البائسين، صلى الله عليه

وعلى آله وأصحابه وأحبابه إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا عباد الله، ما من يوم يمر إلا ويزداد الإسلام


عظمة على عظمة، ونوراً على نور، كيف لا وهو دين

الله تبارك وتعالى للناس أجمعين.
ولكن وللأسف الشديد ما نعانيه من الشقاء والمفاتن في

هذه الأيام هو بسبب بعدنا عن دين الله وأخلاق الإسلام.
حياتنا الزوجية مشاكلها كثيرة، فهل كان عندنا إيمان بالله

تعالى واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، أيحدث

مثل هذا في الحياة الزوجية؟
والجواب: لا، لماذا؟ لأن الزواج في الإسلام عبارة عن

شركة رأس مالها المودة والرحمة، والإسلام جعل

للزوجة حقوقاً، وعليها واجبات، وجعل للزوج حقوقاً،

وعليه واجبات، وعلى كل واحد منهما القيام بما عليه،

والإسلام يسوس الأمور على طاعة الله ورضوانه،

ويحيط الأسرة من جميع جوانبها بسياج منيع.
اسمع أيها المسلم إلى قول الله تبارك وتعالى عندما يريد

أن يعالج مشكلات المرأة، ولا يعالجها بعد وقوعها، إنما

يعالجها قبل أن تندلع المشكلات، قال الله تعالى: وَاللَّاتِى

تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى الْمَضَاجِعِ

وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ

كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً [النساء:34].
هذا هو العلاج الرباني، وبدلاً من الذهاب إلى المحاكم

ونشر أسرار البيوت ورفع الدعاوى ضد الأزواج والحكم

عليهم بالسجن، فبالله عليكم كيف سيعيش الرجل مع

زوجته بعد أن رفعت عليه قضية في المحاكم

؟ ثم سجنته سنة أو أكثر من ذلك؟ كيف

ستكون مصير الأسرة؟ كيف سيكون مصير الأولاد

والبنات؟
عباد الله، أمتنا تحتاج إلى تربية إسلامية تقوم على

تطبيق منهج الإسلام، وإذا حصل خلاف أو خصام أو

شجار يجب أن تحل المشكلات على أسس وأحكام

إسلامية فقط، ويجب أن يتدخل من يحكم بينهما لقول الله

تبارك وتعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مّنْ

أَهْلِهِ وَحَكَماً مّنْ أَهْلِهَا [النساء:35].
ولقد وقعت أيام عمر رضي الله عنه خلافات بين

زوجين، فأرسل حكمين، حكماً من أهل الزوج، وحكماً من

أهل الزوجة، وأمرهما أن يصلحا بين الزوجين، فعاد

الحكمان فسألهما عمر رضي الله عنه: هل أصلحتما؟

قالا: لم يصطلحا يا أمير المؤمنين، فضربهما عمر

بعصاه، فقال الحكمان: ما ذنبنا يا أمير المؤمنين؟ فقال

الفاروق: لو كان في نيتكما أن تصلحا بينهما، لأصلح الله

بينهما، أوما قرأتما قول الله تبارك وتعالى: إِن يُرِيدَا

إِصْلَاحاً يُوَفّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً [

النساء:35]، عليماً بنية الحكمين.
فهناك حكم إذا ذهب إلى الصلح دعا الله أن يوفقه على

عدل وخير ومحبة ووفاق، وهناك حكم ـ والعياذ بالله ـ

يزيد المشاكل ويعقدها.
عباد الله، إن من أسباب المشاكل الزوجية أن لا تلتزم

المرأة المسلمة بواجبها، قد لا تصلي، وقد تخرج

متبرجة، اسمعوا أيها المؤمنون قول رسول الله صلى الله

عليه وسلم: ((إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها،

وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها يوم القيامة:

ادخلي الجنة من أي أبوابها الثمانية شئت))(1)[1].
وأنتم أيها الرجال، اتقوا الله في النساء، واستمعوا لقول

رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم: ((استوصوا بالنساء

خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع

أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل

أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً))(2)[2].
عباد الله، إذا التزمنا منهج الله واتبعنا سنة المصطفى،

ترى هل يحل بنا هذا الشقاء الذي نحن فيه الآن؟
والجواب: لا، وألف لا، لماذا نخالف سنّة الرسول صلى

الله عليه وسلم في أقوالنا وأعمالنا ورسولنا الأكرم صلى

الله عليه وسلم يقول: ((ومن أحيا سنتي عند فساد أمتي

فله أجر مائة شهيد))(3)[3].
تعالوا ـ أيها المؤمنون ـ لنعيش وإياكم مع امرأة مؤمنة

صادقة عارفة بالله، كانت لا تفوتها صلاة الجمعة في

المسجد، وكرست حياتها لله تعالى، كان أخوها من

الأولياء وكتب من ماله لها الشيء الكثير، كتبت وصيتها

قبل أن تموت.
اسمعوا ـ أيها المؤمنون ـ هذه الوصية: لا تقيموا مأتماً،

ولا تصرخوا علي، ولا تولولوا، وتقيموا خريفاً ولا

أربعين، ولا سنة، فإذا أنا متُّ ودخلت قبري، فلا تسمحوا

لأحد أن يدخل معي قبري حتى لا يمسني، ولا يطلع علي،

إنما الذي يقوم بدفني رجل محرم علي.
عباد الله، كيف ماتت هذه الفتاة المسلمة، حكمة بالغة في

اليوم الذي دعي فيه الناس، ليحضروا عقد قرانها، وقبل

أن يحضر المأذون بقليل، دخلت لتتوضأ، وتصلي لله

تعالى ركعتي شكر، فماتت بعد كمال وضوئها، وتحول

المهنئون إلى معزين، سبحان الله.
أيها المسلم:
تزود من التقوى فإنك لا تدري …إذا جن ليل هل تعيش

إلى الفجر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا …وقد نسجت أكفانه

وهو لا يدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم …وقد أدخلت

أجسادهم ظلمة القبر
وكم من عروس زينوها لزوجها …وقد قبضت أرواحهم

ليلة القدر
وبدلاً من أن تلبس الفتاة ثياب زفافها لبست أكفانها، وبدلاً

من أن تدخل الحمام لتغسل نفسها بنفسها، حُملت على

خشبة عرجاء، وبدلاً من أن تخلع ثيابها بيديها، نامت

على خشبة الغسل لتخلع ثيابها، أقسمت المغسلة التي

غسلتها، أنها وهي تقعدها لتوضئها ـ فمن سنة غسل

الميت الوضوء ـ أقسمت المغّسلة وهي تغسلها، ابتسمت

كأنها على قيد الحياة، كأنها تقول لها: لماذا توضئونني،

وقد توضأت قبل الموت، وقد مت على الوضوء.
فلو كان النساء كمثل هذه …لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب …ولا التذكير فخر للهلال
وحملت على أعناق الرجال، وذهب بها إلى قبرها مدرجة

في أكفانها، وجاء وقت الدفن، وجيئ بالأمانة، وفتح باب

القبر، لا باب غرفة الزفاف، ونزل أبوها ـ تصوروا يا

عباد الله ـ الأب بنفسه ينزل ويفك الأربطة عن كفنها،

ووضع الخد على التراب، وأنامها على شقها الأيمن وقال

لها: سلام عليك، إلى اللقاء يوم يجمع الله الأولين

والآخرين.
هذه هي سُنة الدنيا ـ يا عباد الله ـ، ولما قرأوا وصيتها

وجدوها أوصت بثلث مالها للفقراء والمساكين، سألوا

عن مصاغها وجواهرها، فعلموا أنها تصدقت بها جميعاً

على زميلاتها الفقيرات، فسألوا عن مكتبتها كم تحوي من

الكتب، لم يجدوا فيها كتاباً تافهاً من الكتب التي يحملها

شباب اليوم، لم يجدوا فيها مجلة خليعة، لم يجدوا إلا

كتاب الله تبارك وتعالى، وجدوا فيها كتباً تفسيراً وسيرة

للرسول صلى الله عليه وسلم.
هذه فتاة مسلمة، عرفت ربها، فإلى رضوان الله ورحمته

وجنته سارت ـ كما نحسبها والله حسيبها ـ، خاطبتها

الملائكة بقوله تبارك وتعالى: يأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ

ارْجِعِى إِلَى رَبّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِى فِى عِبَادِى

وَادْخُلِى جَنَّتِى [الفجر:27-30].
هذه الفتاة، أوصت أن لا يكون هناك ذكرى للأربعين،

لماذا؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا عزاء

بعد ثلاثة أيام))، وكل ما يجري في موتنا وأفراحنا أو

أكثره بدع ما أنزل الله بها من سلطان، ذكرى الخميس

لماذا؟ لا أصل له، ذكرى الأربعين لماذا ؟ إذا سألتهم

لماذا تحتفلون بمرور أربعين يوماً على الميت فلا تجد

إجابة، إلا أن بعض الجهلة يقولون لك: إن الدود يبدأ بأكل

أنف الميت بعد أربعين يوماً، أتحتفلون بأكل أنفه؟ لماذا

لا تحتفلون بأكل لسانه المُر الذي كان يسيل أذى، لماذا؟

إنها ليست سُنّة من سنن الإسلام، إنها بدعة من بدع

الفراعنة القدامى، كانوا يحتفلون بذكرى الأربعين،

ويقولون بأن الروح بعد الموت تحاسب أربعين يوماً في

السماء، ثم تنزل إلى الجسد بعد الأربعين، هذا هو كلام

الفراعنة الوثنيين، وليس من كلام سيد المرسلين.
فاتقوا الله، ـ يا عباد الله ـ وحافظوا على فروجكم،

وحافظوا على نسائكم وبناتكم، علموهم أحكام الإسلام،

فهن بحاجة إلى العلم والمعرفة أكثر من الرجال، وذلك

لغلبة الهوى عليهن في الصِبى، فإن الصبية في الغالب

تنشئ في بيتها لا تلقن القرآن، ولا تعرف الطهارة من

الحيض، ولا تعلم أركان الصلاة، ولا تحدَث قبل الزواج

بحقوق الزوج، وربما رأت أمها تؤخر الغسل من الحيض

إلى حين غسل الثياب، وتدخل الحمام بغير مئزر، وتقول:

ما معي إلا أختي، وتأخذ من مال الزوج بغير إذنه، وربما

تعمل له عمل الشياطين، تبغي أن تعطفه عليها، وهذا كله

حرام شرعاً، وتصلي ـ ربما مع القدرة على القيام ـ

قاعدة، وتحتال في إخفاء الحمل إذا حملت، إلى غير ذلك

من الآثام.
وتذكروا ـ يا عباد الله ـ أن الزمان لا يخلو من

الصالحات، والله سبحانه وتعالى يقول: فَالصَّالِحَاتُ

قَانِتَاتٌ حَفِظَاتٌ لّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [النساء:34].



 أيها المسلمون، إن تخبط العالم الإسلامي اليوم

وهوان الأمة وتفرقها وضعفها يعود أساساً إلى غياب

دولة الإسلام وغياب تطبيق منهج الله تبارك وتعالى

كدستور ونظام حياة.
وبدأت عوامل الهزيمة والفرقة تسرى بعد المؤامرة

الاستعمارية الحاقدة على دولة الخلافة وإسقاطها سنة

1924م، ومن المؤلم أن بعض العرب كانوا أول

المساهمين في القضاء عليها، في وقت كانت فيه الدول

الاستعمارية تتآمر فيما بينها لاقتسام عالمنا العربي، من

خلال معاهدة سايكس بيكو التي أطلقت كل من فرنسا

وبريطانيا يديها لاستعمار العالم العربي الإسلامي،

وأعقب ذلك وفي غياب دولة الإسلام البدأ في تنفيذ وعد

بلفور المشؤوم، الذي أعطى ـ من لا يملك ـ حق

التصرف في أرض المسلمين، لمن لا يستحق هذا الحق.
وبدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين لاستعمارها وإقامة

الوجود الصهيوني، وفي غياب دولة الإسلام أيضاً طرح

مشروع تقسيم دولة فلسطين، وكان طبيعياً أن يرفض

شعبنا هذا التقسيم الجائر الظالم، بل كان من الواجب

رفض هذا التقسيم باعتبار فلسطين أرضاً إسلامية غير

قابلة للتقسيم والتجزئة.
واستمرت المؤامرة من خلال الأنظمة العربية آنذاك،

والتي رفعت شعارات القومية العربية، وغلّفتها بغلاف

ديني لاستنهاض الهمم، ليس إلا، وقامت تحت ذرائع

تحرير فلسطين الثورات والانقلابات العسكرية في أكثر

من بلد عربي.
وتحت هذه الشعارات الرنانة والطنانة كانت الطامة

الكبرى في سنة سبع وستين، حيث احتلت كل فلسطين،

إضافة إلى أراضٍ عربية أخرى.
واستمر العجز العربي يتفاقم في ظل غياب دولة

الإسلام، وأمام هذا الضعف بدأ الإحساس الديني يتنامى

في الأمة الإسلامية، وبدأت الصحوة الإسلامية تدعو إلى

العودة إلى تعاليم الإسلام، بعد أن تأكد للجميع أن لا عزة

إلا بالإسلام وبقيام دولة الإسلام.
وتنبه المستعمرون والمحتلون لهذه الصحوة، وتنبه دعاة

العلمانية إلى أن عودة الأمة للإسلام هي الخطر الحقيقي

على مصالحهم ونفوذهم وسطوتهم، فكثف أعداء الأمة

نار حقدهم ضد الجماعات الإسلامية وألصقوا بهم تُهم

الإرهاب.
أيها المسلمون، إن المأساة الفلسطينية تندرج في إطار

هذا التصور، فها هو شعبنا الفلسطيني الذي وقف وحيداً،

يواجه أعتى وأقوى دولة، وأطول احتلال عرفه التاريخ

البشري، فقدم آلاف الشهداء، وتم اعتقال الآلاف من

خيرة أبنائه، وهدمت آلاف المنازل وصودرت، وجرِّفت

الأراضي، ولم يحرك أحد من قادة الأمة ساكناً، ولم تعد

قضيتنا قضية إسلامية، وما التغني بأمجاد الماضي إلا

للبرهنة على العجز القائم اليوم.
أيها المسلمون، وإذ نشهد اليوم هدنة مصطنعة

ومفروضة، فإن إسرائيل وعبر تاريخها الاستيطاني

وسياستها التوسعية تستغل هذه الهدنة لتكريس احتلالها

عبر تشكيل المستوطنات، حتى غدا سكان المستوطنات ـ

وحسب الإحصاءات الإسرائيلية ـ في الضفة وقطاع غزة

يشكلون ثلثي سكان إسرائيل.
وفي الوقت الذي ترفض فيه إسرائيل بحث قضية القدس

وقضية اللاجئين نجد أنها تجُس نبض المسلمين من خلال

تسريب معلومات خاطئة، ومفادها أن ثمة اتفاقاً على ما

يسمونه حرية العبادة لسائر الأديان في المسجد الأقصى

المبارك، وهذا بحد ذاته توطئة لتقسيم المسجد والنيل من

قدسيته لا قدر الله.
أيها المسلمون، لقد أصبحت ـ وللأسف الشديد ـ قضية

فلسطين قضيةً جزئية، تتعلق بإزالة الحواجز العسكرية،

وأصبحت قضية فلسطين قضيةَ ما يسمى الجدار الآمن،

هل ستتوقف إسرائيل عن بنائه أم ستواصل البناء؟
واليوم أصبحت قضية الأسرى هي القضية الأكثر

احتداماً، لأن إسرائيل تريد أن تميز بينهم، ومن هنا نشدد

على أهمية ضرورة إطلاق سراح الأسرى جميعاً دون

تمييز، ودون مساومة، فذلك من حقهم.
ولكن إسرائيل تضرب عرض الحائط بكل المواثيق

والأعراف التي تحافظ على حق السجين في حياة

مطمئنة، فها هي تقوم بالتنكيل بالأسرى، بدلاً من إطلاق

سراحهم، وما جرى في سجن عسقلان أكبر دليل على

غطرستها وسياستها القمعية ضد شعبنا الفلسطيني داخل

السجون وخارجها.
 ومن هنا نكرر أيضاً مطالبتنا

بإطلاق سراحهم جميعاً دون قيد أو شرط.
اللهم أطلق سراح جميع الأسرى المسلمين، اللهم ارحم

ضعفهم، واجبر كسرهم، وتولَ أمرهم، وشُد أزرهم، وكن

معهم يا رب العالمين، اللهم أعدهم إلينا سالمين غانمين

آمنين مطمئنين.
عباد الله، متى يدرك المسلمون أن قضيتنا هي قضية

صراع عقدي بين الحق والباطل؟ وصدق الله تبارك

وتعالى وهو يقول: وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن

دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ [البقرة:217].
ومِن هنا، فالواجب على أمتنا في كل مكان أن تعمل

لإقامة دولة الإسلام حتى تعود لها الكرمة والعزة

والمقدسات، وصدق الله تبارك وتعالى وهو يقول: وَقُلِ

اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ [

التوبة:105].
وفقنا الله وإياكم للعمل بكتابه وتطبيق سنة نبيه صلى الله

على وسلم.
__________
(1) أخرجه أحمد في مسنده برقم (1664)، وصححه

الألباني في صحيح الجامع برقم (661).
(2) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة في كتاب:

أحاديث الأنبياء، باب: خلق آدم صلوات الله عليه وذريته

(3331)، ومسلم في كتاب الرضاع، باب: الوصية بالنساء

(1468) واللفظ للبخاري.
(3) أخرجه البيهقي في الزهد الكبير برقم (207)، وقال

الألباني: ضعيف جداً، انظر: السلسلة الضعيفة (326).
(1/2828)

0 التعليقات:

إرسال تعليق