الاثنين، 16 مارس 2015

حقد في القلوب وشحناء في الصدور وفرقة في الصفوف؟

الحمد لله الذي قدم نبينا صلى الله عليه وسلم على كل نبي أرسله، وفضل كتابنا على كل كتاب أنزله، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن الحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله، والدين ما شرعه الله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.

ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله القائل: ((ثلاثة لا ترى أعينهم النار يوم القيامة: عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين كفت عن محارم الله))(2)[1]، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على هديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

 عباد الله، ما سر ما نعانيه من حقد في القلوب، وشحناء في الصدور، وفرقة في الصفوف؟ ما سر ما نعانيه من ضيق المعايش، ومن رفع البركة من الصدور؟

إذا أردتم أن تعلموا ذلك فاقرؤوا قول الله تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11]، إن ما نعانيه من نقص في المعايش ومن شدة في المؤونة ومن سوء المعاملة، مرده أننا أعلنا الحرب على الله، وتذكروا ـ أيها المؤمنون ـ أن الله لا يحارب، ومن يعلن الحرب على الله فسوف ينتقم الله منه، اسمعوا قول الباري جل في علاه: وَلَقَدْ أَخَذْنَا ءالَ فِرْعَوْنَ بِالسّنِينَ وَنَقْصٍ مّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [الأعراف:130]، والسنين هي الأيام المجدبة الشديدة القهر، ويقول الإمام رجاء بن حيوة رضي الله عنه: (كانت النخلة لا تثمر في السنة إلا بلحة واحدة)، فمن الذي يملك الزرع والإنبات إلا الله؟ من الذي يملك الأمر كله إلا الله؟

فلماذا أخذهم الله بالسنين ونقص من الثمرات؟ لقولهم: وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن ءايَةٍ لّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ [الأعراف:132]، كفر وعناد وإصرار على الكفر والإلحاد، قالوا لنبيهم: مهما تأتنا به من آية بمعنى أنهم لن يؤمنوا ولن يصدقوا، مهما فعلت فنحن مصرون كل الإصرار على عدم الإيمان بالواحد القهار، فكيف كانت سنة الله في معاملة المصرّين والمعاندين؟ انفتحت عليهم أبواب الغضب، فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والسيول التي تهلك الأخضر واليابس، والتي تهدم البيوت، والجراد هو أكثر جند الله تعالى إذا تحرك من قواعده وسارت أسرابه، فلا تقوى على القضاء عليه المدافع الثقيلة أو البعيدة المدى أو الدفاع الجوي، لأن الذي يحركه من قواعده هو الذي إذا أراد شيئاً أن يقول له: كن فيكون، أكلت الزرع، وصيرت الأرض الخضراء صحراء جرداء.

تضرعوا إلى الكريم موسى عليه السلام قَالُواْ يامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِى إِسْراءيلَ [الأعراف:134]، الله لا يحارب أيها المؤمنون، الله لا يخدع، لأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يريد الله أن يعامل العباد بمقتضى رحمته وعدله، يريد أن يعاملهم بالرحمة لهم يتذكرون فيرجعون، إنه سبحانه وتعالى قال لموسى وهارون: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:43، 44]، يقول الإمام العارف بالله قتادة رضي الله عنه: (إذا كان هذا عطفك بفرعون الذي قال: أَنَاْ رَبُّكُمُ الأَعْلَى [النازعات:24]، فكيف يكون عطفك بعبد قال: سبحان ربي الأعلى، وإذا كان هذا عطفك بفرعون الذي قال: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ اله غَيْرِى [القصص:38]، فكيف يكون عطفك بعبد قال: لا إله إلا الله).

عباد الله، إن فرعون وهو يعاني سكرات الموت بين أمواج البحر كان يقول: أغثني يا موسى، ولم يغثه موسى عليه السلام، وإذا برب العزة يقول لموسى: يا موسى لقد استغاث بك سبعين، مرة ولم تغثه، وعزتي وجلالي لو استغاث بي مرة واحدة، لوجدني قريباً مجيباً، ولكنه لم يقل: يا رب، بل إنه عندما قال: آمنت، لم يقل: آمنت بالله، إنما قال: ءامَنتُ أَنَّهُ لا اله إِلاَّ الَّذِى ءامَنَتْ بِهِ بَنواْ إِسْراءيلَ [يونس:90]، منعه كبرياؤه وصلفه وعناده أن يقول: آمنت أنه لا إله إلا الله، لم يرض أن يقولها أو ينطق بها، والكل يعلم أن لهذا الكون إلهاً حكيماً عليماً خالقاً ورازقاً.

وهناك ـ يا عباد الله ـ سلاح الجراثيم وما يعرف اليوم بالحرب البيولوجية، يقول المولى تبارك وتعالى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ [الأعراف:133]، والقمل حشرة خفيفة إذا ثارت بين الناس كانت موصلاً جيداً للطاعون والجرب، الطاعون والأمراض الجلدية، ملأ القمل فراشهم، فكانوا لا ينامون ليلاً، ثم بعد ذلك سلط الله عليهم سلاح الضفادع، فماذا فعلت؟ كان الواحد إذا وضع الطعام أمامه ليأكل تحول الطعام إلى ضفادع، امتلأت الآنية بالضفادع، فإذا رفع الطعام إلى فمه قفزت الضفادع إلى فمه فلا يستطيع الأكل، لا ينام ليلاً لأن الفراش مليئ بالقمل، لا يأكل نهاراً، لأن الطعام مليئ بالضفادع.

فماذا عن الشراب والماء؟ قال الله تعالى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ، كان الواحد إذا رفع الماء إلى فمه ليشرب، وعندما يقترب الماء من فمه يتحول الماء إلى دم أحمر، سبحان الله، غفرانك يا رب العالمين، الماء يتحول إلى دم أحمر ءايَاتٍ مّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ [الأعراف:133]، ومع ذلك أعطاهم الله تبارك وتعالى فرصة لعلهم يتذكرون، فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ [الأعراف:135]، ينقضون عهد الله تعالى، وليس عهد الله كبقية العهود ـ يا عبد الله ـ فماذا حدث بعد ذلك؟ لا بعد من فعل صارم، لا بد من أمر جازم وحازم، فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ [الأعراف:136]، التكذيب بآيات الله والغفلة عن ذكر الله بهما يأخذ اللهُ تعالى الأمم، أخذ عزيز مقتدر.

أرأيتم ـ يا عباد الله ـ كيف عاقب الله تبارك وتعالى الأمم الماضية، ونحن يجب علينا أن نعتبر ونتعظ ونتعلم، وأن لا نأمن مكر الله فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99].

إذاً فلماذا انتشر الفساد بيننا؟ لماذا تسرب الفساد إلى مجتمعنا؟ بل انتشر بين الأفراد والأسر، كيف لا ونحن في أيام الفتن، فقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة أدخلت على قوم من هو ليس منهم فليست من الله في شيء، ولن يدخلها الله جنته، وأيما رجل جحد ولده، وهو ينظر إليه احتجب الله منه، وفضحه على رؤوس الخلائق في الأولين والآخرين))(1)[1].

لماذا هذا التسيب إياه الناس؟ إنني أقول هذا الكلام، لأن هناك عبثاً في البيوت، فالواجب علينا أن نتقي الله في أبنائنا وبناتنا، وأن نعلمهم الحلال من الحرام، إن الله تبارك وتعالى لم يبعث الرسل للتحريم أو التحليل فقط، إن الحلال والحرام بين، وإنما بعث الرسل ليُربّوا الناس حتى يراقبوا الله تبارك وتعالى.

اسمعوا أيها المؤمنون إلى هذا الرجل، وقد قدم له طعام ذات يوم، فقال لابنته: وهي السيدة رابعة رحمها الله ـ وكان لها من العمر ست سنوات ـ قال لها: يا رابعة تعالي لتأكلي فقالت: والله لا آكل حتى أعلم، أمن الحلال هو أم من الحرام، طفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها، لكن قلبها معلق مع الله تبارك وتعالى، قال لها: يا رابعة، وإذا كان من الحرام، ولم نجد غيرها، فماذا أنت فاعلة؟ فماذا قالت التي تربت على معرفة الله تبارك وتعالى؟ قالت: يا أبتاه أصبر على جوع الدنيا خير من أن أصبر على عذاب النار يوم القيامة.

عباد الله، عسى الله تبارك وتعالى أن يغير حالنا إلى أحسن الأحوال، نحن في محنة عظيمة.

أيها الناس، ضاعت الأخلاق، وضاعت الأرزاق، قولوا للقائمين على التربية: إن الأخلاق في انحدار، وقد طغى الشباب، وفسدت الفتيات، فتن كقطع الليل المظلم، يبيت الحليم منها حيران، وقد صار الحليم حيران، وقد جلس القاضي حيران، اللهم سلم يا رب العالمين.

أيها المصلحون، انظروا إلى الأمة بعين الرعاية والعناية، انظروا إليها بعين الإسلام، اتقوا الله تبارك وتعالى، فقد كفى ما كان، فقد طال بنا زمن العصيان، فحالنا لا يرضى به الواحد الديان.

وأنتم أيها المرابطون، حافظوا على دينكم، وحافظوا على مسجدكم، مظاهر الفساد انتشرت في مدينتنا المقدسة، فبعض التجار عندنا لا يأتون لأداء صلاة الجمعة إلا بعد انتهاء الخطبة، حرصاً منهم على البيع والشراء، أعيدوا هيبة هذه المدينة المقدسة، حافظوا على الصلوات في المسجد الأقصى المبارك، تناصحوا في الله، لماذا أصبح الواحد منا يسير في بيت المقدس، وكأنه يسير في بد أجنبي!! أصوات الآذان في الشوارع، والنساء كاسيات عاريات، حفلات صاخبة محرمة، معاملات ربوية، إدمان على المخدرات، مشاكل كثيرة جراء المعاملات الفاسدة، نصب واحتيال، وعلى مستوى رفيع، ثم بعد ذلك نتوجه إلى الله تعالى أن ينصرنا على أعدائنا!

حقاً ـ يا عباد الله ـ للمسلم أن يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء وطلب النصر على الأعداء، ولكن متى؟ عندما تكون القلوب طاهرة، وعندما تكون الأيدي متوضأة، بعد التوبة والإخلاص والعمل الصالح، وتذكروا أن الخلاص من كل ذلك في خطوة واحدة في قوله تبارك وتعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى [النازعات:40، 41].



 استباحة الأرض الفلسطينية أمام قوات الاحتلال، وإطلاق يدها تعيث في الأرض فساداً وقتلاً واغتيالاً وتدميراً ليس بالأمر الجديد المفاجئ لشعبنا المسلم المرابط الصابر المبتلى، فمن يتتبع الاحتلال يرى أن السياسة الإسرائيلية والنهج الصهيوني المبرمج كانا يتحينان الفرص وينتهزان حالات وقف إطلاق النار أو ما يسمى الهدنة لتعاود عدوانها من جديد ضد أمتنا وشعبنا، فمن خلال حروب عام 1948م والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956م وحرب عام 1967م والاجتياح لجنوب لبنان عام 1982م كانت إسرائيل تخترق وقف إطلاق النار والقرارات المتعلقة بما يسمى بالهدنة، وتمكنت من مصادرة الأرض العربية الإسلامية وأقامت المستعمرات، وحولت مياه نهر الأردن، وأقامت ما يسمى بالجدار الطيب في جنوب لبنان، وخط بارليف على قناة السويس، هذه الإجراءات والممارسات كانت وفق النهج الصهيوني تهدف إلى بث النفوذ والسيطرة وفرض سياسة الأمر الواقع، مدعومة بقوى الاستعمار، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا.

ومع ذلك، فإن إسرائيل لم تتعظ من الحروب السابقة التي خاضتها مع أمتنا العربية، فقد تهاوى خط بارليف، وتلاشى الجدار الطيب، وأكدت الحروب السابقة أن الأمن لن يتحقق من خلال فوهات البنادق، وأن السلام لن يتحقق مع الاحتلال، وأن كل خطوط الدفاع تتهاوى وتسقط أمام قوى الإيمان.

لقد قلنا من على هذا المنبر الشريف في خطبة سابقة، ومن منطلق إيماني، ومن رؤيا صائبة بمجريات الأحداث: إن الهدنة الظالمة التي فرضت على شعبنا لن تدوم طويلاً، ولن يكتب لها النجاح، فإسرائيل خرقت الهدنة مراراً وتكراراً وبأعمال لا تعد ولا تحصى من اغتيالات واعتقالات وتصفيات، واستمرار وتقطيع أوصال الأرض الفلسطينية وإقامة ما يسمى الجدار الآمن، ومصادرة الأرض لفتح طرق التفافية وأنفاق جديدة.

وبدلاً من إقامة الحواجز العسكرية فحسب، فقد تم جعلها نقاط تفتيش وعبور دائمة مزودة بأجهزة الكترونية تزيد من معاناة شعبنا الصامد المرابط دون أن يحرك العالم ساكناً، دون احتجاج من أمتنا على الوضع المأساوي المؤلم، فما من أحد يقول: كفاكم ظلماً وعدواناً.

هذا ـ يا أيها المسلمون ـ هو واقع شعبنا المسلم في الضفة الغربية وقطاع غزة، أما في مدينتنا المقدسة والتي أضعنا هيبتها وقداستها بأنفسنا ـ وللأسف ـ، فإن إسرائيل تنتهج أيضاً سياسة مبرمجة تهدف إلى تهجير أبناء القدس عن طريق فرض الضرائب الباهظة، ومنع البناء، وهدم المنازل، وشراء العقارات بوساطة أصحاب النفوس الخبيثة، وبطرق ملتوية ومشبوهة، وبزجِّها بالمستوطنين، واستمرار سياسة الإذلال أمام مكاتب الداخلية والتأمين الوطني، وتشويه سمعة المقدسيين في الصحف الإسرائيلية، والتغاضي عن مسئولي الداخلية، عن حالات الإبتزاز والرشاوى تاركة المجال أمام بعض المحامين المرتشين وبعض الزُعْران ـ أي التافهين ـ والمتساقطين من العبث بكرامة المواطن واستقراره وحرصه على مواطنته في مدينة القدس الشريف والنبيل من سمعته وشرفه.

أيها المسلمون، إن محاولات المتطرفين اليهود تأدية صلواتهم في باحات المسجد الأقصى المبارك تعتبر وصمة عار في جبين الأمة بأسرها، ولهذا نحذر دائماً وبشكل مستمر من ابعاد وأهداف هذه المحاولات تجاه هذا المسجد المبارك، والتعرض للمسؤولين والعاملين في المسجد الأقصى والمبارك ونقولها مدوية: "إن المسجد للمسلمين وحدهم، ولن نسمح لأيٍ كان من تأدية شعائرهم في مسجدنا "، فمسجدنا جزء من عقيدتنا، والمسلمون وحدهم هم أصحاب القرار فيه مهما كلف الثمن.

ومن هنا وباسم جميع المسلمين نستنكر وبشدة ما تقوم بها قوات الاحتلال من منع المسلمين دخول المسجد الأقصى المبارك، والسماح وبالقوة للمستوطنين والمتطرفين الدخول إلى ساحاته، فأنتم يا سلطات الاحتلال تقومون بمنع المصلين المسلمين من تأدية صلوات الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، ألا تخافون من الله؟ ألا تخشون أن يخسف الله بكم الأرض؟ ألا تخافون من الله أن يسلط عليكم ما سلطه على الأمم السابقة من أصناف العذاب؟ كفاكم ظلماً وعدواناً.

عباد الله، إن المفاجئ والمؤلم أن يمتد الخلاف إلى داخل الصف الفلسطيني، والواجب علينا أن نكون صفاً واحداً أمة واحدة تحت راية واحدة، نحكم بدستور الإسلام، فقرآننا واحد، وعقيدتنا واحدة، ونبينا واحد، وشريعتنا واحدة.

وتذكروا أن الشقاق والنزاع والخصام يضعف الأمم القوية، ويميت الأمم الضعيفة، فالعدو لا يتمكن منا، ما دمنا متحدين، ما دمنا مجتمعين يداً واحدة، واحذروا كل الحذر من الاقتتال الداخلي، فإن حصل لا قدر الله فهو نهاية وجودكم، ولن يرحمكم الله تبارك وتعالى: وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46]، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

__________

(1) أخرجه أبو داود في الطلاق، باب: التغليظ في الانتفاء (2263)، والنسائي في الطلاق، باب: التغليظ في الانتفاء من الولد (3481)، وابن ماجه في الفرائض، باب: من أنكر ولده (2743)، والدارمي في النكاح، باب: من جحد ولده وهو يعرفه (2238)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه ابن حبان (4108)، والحاكم (2/202-203).

(2) أخرجه الطبراني في الكبير (19/416)، من حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه، قال المنذري في الترغيب (2/159): "ورواته ثقات إلا أبا الحبيب العنقري لا يحضرني حاله". وقال الهيثمي في المجمع (5/288): "وفيه أبو حبيب العنقري ويقال القنوي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". والحديث له شواهد من حديث أبي هريرة بمعناه.

(1/2847)


0 التعليقات:

إرسال تعليق