الخميس، 5 مارس 2015

أين شباب اليوم من هؤلاء الشباب

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيمِ سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، غَمَرَ الكائناتِ بجودهِ وإحسانِهِ، وأشهد أنَّ سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، فَضَّلَه ربُّه على السابقين من إخوانه وخِلاَّنِه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله، وارض اللهم عن صحابته المهتدين بهديه.أما بعد: فأوصيكم ونفسي عباد الله بتقوى الله U فإنها خير زادٍ، وأحثكم وإياي على طاعته، عسى أن يُنَجِّينا سبحانه من هول يوم المَعاد. أيها المسلمون: اعلموا أن الدول المتقدمة، والشعوب الراقية، إنما تعتمد في نهضتها على عقول شبابها الفَتِيَّة، وعلى سواعدهم القوية، لأنهم أدركوا أن الشباب هم الذين تَبنِي الأُمَمُ أمجادَها وآمالها وحضاراتِها على طموحاتهم وآرائهم وسواعدهم، ولأن الشباب أرقُّ قلوباً وأسرع إلى دعوات الإصلاح استجابةً. إخوة الإسلام: ولم يحقق الشبابُ السابقونَ آمالهم ولم تتقدم الأُمَمُ الناهضةُ ولا الشعوبُ المتقدمةُ في يوم وليلة، وإنما كانت هناك مثابراتٌ تعرَّضَ لها الشباب حتى سعدتْ بهم شعوبهم، وارتقتْ بهم مجتمعاتهم. إخوة الإسلام: ولم تعرف البشريةُ طريقَها إلى التقدم والرقي إلا في ظل الإسلام الحنيف صاحبِ أعرقِ حضارةٍ عرفها التاريخ. ولقد كان الشباب في الجاهلية جاهلا بأتم المعنى اعتدَوا على الحرمات، وارتكبوا المنكرات، حتى جاء الإسلام الحنيف، فدعاهم إلى الهدى والنور الذي هذَّب أخلاقهم، وزكَّى طبائعهم، وأحلَّ لهم الطيبات وحرَّم عليهم الخبائث، ووضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، فلما اهتدوا بهديه واستمسكوا بشرعه فَتَحُوا العالمَ بقوةِ العقيدةِ التي منحتهم الثقة في الله فكانوا لا يخشون في الله لومة لائم حتى دانتْ لهم الدنيا بأسرِها. أيها المسلمون: ولقد خلَّد التاريخ سيرة هؤلاء الشباب الذين أعزَّ الله بهم دينه، وأذل بهم أعداءَه فَدكُّوا حصون القياصرة وزلزلوا عروش الأكاسرة. وإليكم إخوة الإسلام بعضَ هذه النماذج الشابَّه لعلكم بهم تقتدون.ها هو الصحابيَّ الجليلَ علىَّ بنَ أبي طالب كرم الله وجهه الذي قَتَل أعتى عُتاةِ المشركين يوم الخندق وهو عمرو بن ود الذي ما صارعَ أحداً إلا صرَعه. وهذا أسامة بن زيد يوَلِّيه النبي r قيادةَ الجيش وهو دون العشرين من عمره. أما سعدُ بن أبي وقاص فهو أول من رمى بسهم في الإسلام وأول من أراق دماً في سبيل الله حيث أسلم وهو في السابعة عشرة من عمره، وكان ينظر إليه النبي r يوم بدر وهو يرمي فيفرح به ويشجعه ويقول: « ارْمِ سَعْدُ فِدَاكَ أَبِى وَأُمِّى» ويكررها ثلاث مرات. وهذا هو الصحابي الجليل خُبَيْبُ بن عديt يأسِره المشركون ويعذبونه ويقطعون أطرافه، وذات يوم يسمع الصحابةُ رسولَ اللهr وهو في المدينة بينهم يقول: وعليكم السلام يا خبيب ورحمة الله وبركاته فيتعجب الصحابة ويقولون أوَ ليس خبيب أسيراً لدى المشركين يا رسول الله فيقول r : ولكنهم قتلوه وصلبوه. وكان خبيب t في أسْرِه لا يُرى إلا مصلياً قواماً بالليل صواماً بالنهار قارئاً لكتاب الله بصوت يُبكي نساءَ المشركينَ، فلما همت قريشٌ بقتلِه بعد أن قطعوا أعضاءه وهو حي سمعوه يقول: اللهم بلِّغ رسولك مني السلام وبلِّغْه ما يصنع القوم بنا. أيها الشباب: هذه بعض النماذج يا أحباب رسول الله ص للذين أَعَزَّ الله بهم دينه، فهل من مُدَّكِر، لمثل هذا فليعمل العاملون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وصدق الله العظيم إذ يقول عن أصحاب الكهف:]إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى[أرأيتم أيها الإخوة إلى هذه الصورِ المشرقةِ والمصابيحِ المضيئةِ على دروب الهدى والنور إنهم قدوة لمن أراد أن يقتفيَ آثارهم ويسيرَ على نهجهم، فقد تربعُوا على عرشِ الزعامةِ والشرفِ، فصاروا قرةَ عينٍ لهذا الدين الحنيف. فأين شباب اليوم من هؤلاء الشباب أيها الأحبة: وحتى يكون شبابُ اليوم خيرَ خلفٍ لخير سلف فإن لهم علينا حقوقاً واجبةَ الأداء، حتى يكونوا رواداً في كل فن، وقادة في كل ميدان.



..... فاتقوا الله عباد الله والهجوا بذكره وشكره اذكروه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى تذكروا نعمه عليكم بهدايتكم لدينه القويم وإتمام نعمه عليكم فهو سبحانه خالقكم ورازقكم وهو الهادي إلى سبيل الرشادفأين شباب اليوم من هؤلاء الشباب فإن لهم علينا حقوقاً واجبةَ الأداء، حتى يكونوا رواداً في كل فن، وقادة في كل ميدان فمن حقهم علينا: أن نربطهم بالخالق جل وعلا، وأن نُعلِّمَهم دينه، ونلقنهم شرعه عملاً بقوله r: مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ وأن نَصِلَهم بنبيهم r فنغرسَ في قلوبهم حُبََّه ونأمرَهم باتباع نهجه والسير على منواله عملاً بقول الله تعالى:]منْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا[. وبقول نبيهم r: أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبُّونِى بِحُبِّ اللَّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِى لِحُبِّى وأن نعلمهم الحب والوفاء لأوطانهم لأن حب الوطن من الإيمان.وأن نعلمهم الأخوة في الدين عملاً بقول الله تعالى:]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[ وأن نَبُثَّ فيهم روحَ التراحمِ والتعاطفِ والمودَّةِ حتى يصدُقَ عليهم قول الله تعالى:]مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ[.وقول النبي r: مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى. وأن نُعَلِّمَهم الاعتمادَ على النفس وعدمَ سؤالِ أحدٍ غير الله كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال له النبي r: «إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ». وأن نشكرهم إذا أحسنوا ونشجعهم إذا اتقنوا، وأن نصوب خطأهم بالرفق واللين إذا قَصَّروا في شيء وأن نربطهم بالعلم الحديث والتقنية المتطورة التي أصبحت سمة العصر حتى يسايروا ركبَ الحضارة ولكنْ مع التحصن بالدين والقيم والمبادئ. وأن ندربهم على فنون القتال كما فعل النبي r مع شباب الصحابة حيث كان يُشجعهم على الرمي، مردداً قول الله تعالى:]وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَااسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [ أما أنتم يامعشر الشباب فاعلموا أن الحياة الآن لا مكان فيها للخاملين المتخلفين عن ركب الحضارة والعلم، ولقد كان النبي r يحث أصحابه على طلب العلم ويشجعهم على تعلم لغات الآخرين حتى يأمنوا مكرهم .فهل أنتم بهم مقتدون وعلى دربهم سائرون. فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح ]أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ[ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَكُونُوا قُدْوَةً طَيِّبَةً فِي الْحَيَاةِ تَسْعَدُوا وَتَفُوزُوا بِالْقَبُولِ وَالْرِّضَا مِنَ اللهِ جَلَّ فِي عُلاهُ.هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً:)إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ،وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ،كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ،فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ،وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ،وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ،وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ،وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ،وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.اللهم اهدي شبابنا وشباب المسلمين أجمعين اللهم ووفقهم لعمل الخير والصلاح اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالمُسْلِمِينَ،وَانصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ يَارَبَّ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً،وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً،وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً،يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَيِّدْ رَايَةَ الْمُؤْمِنِيْنَ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ أَعْدَائِهِمْ،وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِلْعَالَمِ الإِسْلاَمِيِّ فِي كُلِّ رُبُوْعِهِ، وَاجْعَلِ العِزَّةَ وَالرِّفْعَةَ لِلإِسْلاَمِ والمسلمينِ. اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاوَاتِ وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْلَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ،الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ،إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِوَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ.

0 التعليقات:

إرسال تعليق