الخميس، 5 مارس 2015

إعتصم بالله وحفظ اللهَ في الرخاء يحفظَك اللهُ في الشدة

الحمد لله الذي أنزل كتابه الكريم هدى للمتقين، وعبرة للمعتبرين، ورحمة وموعظة للمؤمنين، ونبراساً للمهتدين، وشفاءً لما في صدور العالمين، أحمده تعالى على آلائه، وأشكره على نعمائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحيا بكتابه القلوب، وزكى به النفوس، هدى به من الضلالة، وذكر به من الغفلة، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، الذي كان خلقه القرآن فصلوات الله عليه وعلى آله وصحبه، الذين كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ما فيها من القول والعمل، ورضي الله عن جنده وحزبه، ومن ترسم خطاه وسار على نهجه، ما تعاقب الليل والنهار وسلم تسليماً كثيراً أما بعد عباد الله إن كل مشكلة وكل ضيق وكرب سلاحه الإيمان والتقوى قال جل وعلا (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً) (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) هذا وعد الله ومن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديثا.اللهم اجعلنا من عبادك المتقين الأبرار. بمشيئة الله تعالى مع الحافظين الذين حفظوا أوامر الله وعملوا بها وحفظوا نواهي الله فأجتنبوها وحفظوا حدود الله فلم ينتهكوها فحفظهم الله في الدنيا والآخرة قال بن الجوزي في صفة الصفوة ان رجلا رآى عصفورا يتردد على نخلة من النخلات وفي فمه شئ فاستغرب وقال العصافير لا تعشعش على النخل فلماذا يطير العصفور إلى هذه النخلة فحط العصفور على مكان مرتفع فرأى أن على النخلة حية عيماء يأتي العصفور فيصدر صوتا جميلا فتفتح الحية فمها ويضع قطعة من اللحم في فمها أخي الحبيب: هل حفظت الله بالتوكل عليه والثقة فيه عندها يحميك من شر الأشرار ويبارك لك في رزقك.(فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) طلب أبناء يعقوب عليه السلام أخاهم يوسف فقال يعقوب عليه السلام إني أخاف أن يأكله الذئب فغاب عنه يوسف أربعين عاما.ومرت الأيام والسنون وجاؤا لأخذ بينامين فقال خذوه فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. فسبحان الله فأعاد الله له الأثنين يوسف وبنيامين. أيها العبد أحفظ الله تجده تجاهك أحفظ الله تجده أمامك تجد الله معك في كل أحوالك والله سوف ينصرك ويحفظك ويسددك قال تعالى(إنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) إن الله سبحانه وتعالى مع الذين اتقوه ومع الذين يحسنون أداء فرائضه والقيام بحقوقه ولزوم طاعته وقال تعالى على لسان موسى (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) هاهو أبو الطيب الطبري أحد علماء الإسلام بلغ من العمر سبعين سنة وبينما هو على سفينة وصلت إلى الشاطئ لكن اليابسة بعيدها تحتاج إلى قفز وقوة فما استطاع الشباب فإذا بهذا العالم الجليل يشمر عن ساقيه ويقفز إلى اليابسة.فاستغرب الشباب وقالوا ما هذه القوة يا شيخ، قال هذه جوارح حفظناها وقت الصغر فحفظها الله لنا وقت الكبر. فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. أيها الأحبة في الله فالعين يحفظها الله إذا حفظت الله والسمع كذلك واليد والرجل فالله. ومن ضيع الله ضيعه. أما سمعتم خبر البرامكة الذين كانوا وزراء بني عباس فأعطاهم الله المال والذهب حتى طلوا قصورهم بماء الذهب لكنهم ضيعوا أوامر الله في المعاصي داخل القصور بالغناء والخمور والمجون وتضييع الصلاة والزنا والفواحش فأخذهم علام الغيوب الذي يمهل ولا يهمل إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الله ما أقدره ولا إله إلا الله ما أعظمه وما أجله. فسلط الله عليهم أقرب الناس إليهم فقتل شبابهم وشيوخهم أودعهم السجن وحبس النساء في الغرف.قيل ليحيي البرمكي ما أنزلكم هذه المنزلة وقد كنتم وكنتم فقال وهو يبكي دعوة مظلوم غفلنا عنها وما غفل عنا علام الغيوب. عبد الله: لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا..فالظلم ترجع عقباه إلى الندم..تنام عيناك والمظلوم منتبة..يدعوا عليك وعين الله لم تنم. يا عباد الله من الذي يصرف الأمور إلا الله من الذي بيده مقاليد الأمور إلا الواحد الأحد من الذي بيده قلوب العباد إلا الله.قال قتادة: من يتق الله يكن معه ومن يكن معه فمعه القوة التي لا تغلب ها هو أبو بكر يقول:ليلة الهجرة يا رسول الله لو رأى أحدهم تحت قدمه لرآنا فقال النبي ص بلسان الواثق بالله تعالى يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما.لا تحزن إن الله معنا. وهاهو نبينا ص يوصي معاذ بن جبل: فقال: (اتق الله حيثما كنت) راقب الله في الخلوة والحلوة يكن معك في السراء والضراء.فهو الحافظ الذي حفظ إبراهيم في لهب النار.وهو يقول حسبنا الله ونعم الوكيل فيأتي الفرج (قلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ) أرسل الحجاج جنوده إلى الحسن البصري فعلم الحسن أنها النهاية فقتل ولجأ إلى منفس الكربات وتمتم بكلمات بينه وبين الله. وانطلق إلى الحجاج ودخل قصره وهو يتمتم بكلمات بينه وبين ربه وقد جهز الجلادين والسياف فما أن رأى الحسن حتى دعاه إلى جواره وسلم عليه وقبله في رأسه طيب لحيته وودعه بخير. فلحقه رئيس الجند فقال يا أبا سعيد والله ما دعاك الحجاج إلا لقتلك فماذا قلت وأنت داخل: قال قلت: يا ذا العزة التي لا ترام، والركن الذي لا يضام، يا حي يا قيوم اجعل نقمة الحجاج علي بردا وسلاما كما جعلت النار بردا وسلاما على إبراهيم فسبحان مقلب القلوب من قلب قلب الحجاج إلا الله أيها الأحبة إذا لماذا نذل بين يدي المخلوقين وننسى الخالق إذا لماذا نطرق باب المخلوقين ونسينا باب الخالق.الذي لا يغلق.إذا لماذا نستحيي من الناس ولا نستحيي من الله.عبد الله إذا سألت فأسال الله. أيها الأحبة في الله اعلموا علم اليقين أن الله هو الذي بيده خزائن السماوات والأرض، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء والله هو الذي أحق من يسأل ويطلب منه قضاء الحوائج، ليس السحرة والعرافين والمشعوذين اسمعوا إلى ما جاء في هذا الحديث القدسي: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر)، قال بعض السلف: إني لأستحي من الله أن أسأله الدنيا وهو مالكها، فكيف أسأل من لا يملكها وكان بعض السلف يتواصون في طلب الحوائج إلا من الله، قال طاووس لعطاء: إياك أن تطلب حوائجك إلى من أغلق دونك بابه، وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة، أمرك أن تسأله ووعدك أن يجيبك.














 عباد الله حين دخل عبدُ الله ابن علي ذلكم الحاكمُ العباسيُ دمشقَ في يوم واحد فقط من الأيام يقتلُ فيها ثمانيةً وثلاثين آلفَ مسلم. ثم يُدخلُ الخيولَ مسجدَ بني أميةَ، ثم يتبجحُ ويقول:من ينكرُ علي في ما أفعل قالوا لا نعلمُ أحداً غير الإمامُ الأوزاعي. فيرسل من يستدعيه، فعلمَ أنه الامتحان وعلم أنه الابتلاء، من جل وعلى فماذا كان من هذا الرجل التقي الورع قام واغتسلَ وتحنطَ وتكفن ولبس ثيابه من على كفنه، ثم أخذَ عصاه في يده، ثم اتجه إلى من حفظه في وقت الرخاء فقال: يا ذا العزةِ التي لا تضام، والركنَ الذي لا يرام. يا من لا يهزمُ جندُه ولا يغلبُ أوليائهُ أنتَ حسبي ومن كنتَ حسبَه فقد كفيتَه، حسبي اللهُ ونعم الوكيل.ثم ينطلقَ وقد اتصلَ بالله سبحانه ذاك قد صفَ وزرائَه وصف سماطين من الجلود يريد أن يقتله وأن يرهبه بها.قال فدخلت وإذ السيوف مصلته، وإذ السماط معد، وإذا الأمور غير ما كنت أتوقع. قال فدخلت ووالله ما تصورت في تلك اللحظة إلا عرش الرحمن بارزا والمنادي ينادي: فريق في الجنة وفريق في السعير. فوالله ما رأيته أمامي إلا كالذباب، والله ما دخلت بلاطه حتى بعت نفسي من الله جل وعلا. قال فأنعقدَ جبينُ هذا الرجل من الغضب ثم قال له أأنتَ الأوزاعي قال يقولُ الناسُ أني الأوزاعي. قال ما ترى في هذه الدماء التي سفكناها قال حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن جَدُك أبن عباس وعن ابن مسعود وعن أنس وعن أي هريرة وعن عائشة أن رسول الله (ص) قال: (لا يحلُ دمُ امرأ مسلمٍ إلا بأحدِ ثلاث، الثيبُ الزاني، والنفسُ بالنفسِ، والتاركُ لدينه المفارقُ للجماعة).قال فتلمظَ كما تتلمظُ الحيةَ وقام الناس يتحفزون ويرفعون ثيابهم لألا يصيبَهم دمي، ورفعتُ عمامتي ليقعُ السيفُ على رقبتي مباشرة.وإذ به يقول وما ترى في هذه الدور التي اغتصبنا والأموالِ التي أخذنا قال سوفَ يجردُك اللهُ عرياناً كما خلقَك ثم يسأُلك عن الصغيرِ والكبيرِ والنقيرِ والقطميرِ، فإن كانت حلالاً فحساب، وإن كانت حراماً فعقاب. قال فأنعقدَ جبينُه مرة أخرى من الغضبِ وقام الوزراء يرفعون ثيابهم وقمت لأرفع عمامتي ليقع السيف على رقبتي مباشرة.قال وإذ به تنتفخ أوداجه ثم يقول أخرج. قال فخرجت فوالله ما زادني ربي إلا عزا. ذهب وما كان منه إلا أن سار بطريقه حتى لقيَ الله جل وعلا بحفظه سبحانه وتعالى. ثم جاء هذا الحاكم ومر على قبره بعد أن توفي ووقف عليه وقال: والله ما كنتُ أخافُ أحداً على وجهِ الأرضِ كخوفي هذا المدفونُ في هذا القبر. واللهِ إني كنتُ إذا رأيتُه رأيتُ الأسدَ بارز.اعتصمَ بالله وحفظَ اللهَ في الرخاء فحفظَه اللهُ في الشدة: (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) اللهم أصالح فساد قلوبنا يا رب العالمين. عباد الله: ما ضاعت أمة الإسلام اليوم إلا يوم ضيعنا أوامر الله ولم تحكم شرع الله. ما ضاعت أمة الإسلام اليوم إلا يوم استنصرنا بالشرق والغرب ونسينا القوي العزيز. ما ضاعت أمة الإسلام اليوم إلا يوم خاف المسلم أن يقول للظالم يا ظالم. لو حفظنا الله حق الحفظ بطاعته واتباع وأمره وتحكيم شرعه لما تسلط علينا من ذلونا ومن أهانونا. سلفنا الصالح حفظوا الله واعتزوا به فأعزهم العزيز. وما اغتروا بدنيا زائلة وصدق الله القائل:(من كان يريد العزة فالله العزة جميعا) قال أحد السلف: لما أطعنا لن سخرت منا حتى الوحوش في البراري ولما عصينا الله سلط الله علينا حتى الفئان في جحورها. خرج عقبة بن نافع قائدا للمسلمين ليفتح فلما وصل إلى هناك دخل غابة أفريقيا الموحشة وإذا بالأسود والحياة والعقارب.فقام وصل ركعتين وخرج وصعد على صخرة وسط الغابة.ثم قال قولته الشهيرة: أيتها الأسود أيتها السباع أيتها الحيات أيتها العقارب نحن أصحاب محمد ص جئنا لنفتح الدنيا بلا إله إلا الله فارحلوا إنا نازلون ومن وجدناه بعد ذلك قتلناه. ورأى الناس بعد ذلك عجبا رأوا أن السباع تخرج من الغابة تحمل أشبالها والذئاب تحمل أجروانها والحيات تحمل أولادها ونادى في الناس لا تؤذوهم حتى يرحلوا عنا.الله أكبر: خير حافظا وهو أرحم الراحمين. عبد الله كن من الحافظين لحدود الله وأوامره يحفظك الله في الساعة التي لا مفر منها ساعة الموت ساعة والتفت الساق بالساق كم رأينا وسمعنا أناس حفظوا أوامر الله أدوا الصلاة في أوقاتها وصلوا الأرحام أكلوا الحلال حسنت أخلاقهم فجاءت ساعة الموت فثبتهم الله بالقول الثابت. ونطقوا بكلمة التوحيد بكل سرور وحسنت خاتمتهم. وكم رأينا وسمعنا من أناس ضيعوا أوامر الله فصروا وقطعوا الصلاة وقطعوا الأرحام أكلوا الحرام ساءت أخلاقهم عصوا ربهم فجاءت ساعة الموت فعجزت ألسنتهم عن النطق بكلمة التوحيد وساءت خاتمتهم. اللهم أحفظنا بحفظك ورعايتك واحرسنا بعينك التي لا تنام. وصلوا وسلموا على المصطفى صلى الله عليه وسلم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق